عنه، وكان صالح يحل لهم (1) الطيبات ويبيحهم اللذات ويسوسهم فى المحظورات وفيهم الآن من يقرأ القرآن بغاية الاحترام ويحفظ (2) منه السور ويتأول آياته على موافقته لكتابهم وقرآنهم، وكان أهل البصرة ومدينة فاس يغزونهم فى بعض الأوقات ويسالمونهم ويتاجرونهم ويجلبون اليهم التجارات [25 ظ] على ما يرونه ولاتهم وفى برغواطه أمانة وبذل للطعام وتجنب للكبائر من الحرام والمحظورات من الآثام وقد يصل اليهم أهل اغمات والسوس أيضا بالتجارة وكذلك قوم من أهل سجلماسه وبلدهم بلد مستقل بنفسه عن الحاجة الى ما فى غيره وفيهم جمال بارع وشدة وبأس وصبر على القلاء والمراس وكنت ألفيت محمد بن الفتح المعروف بالشاكر لله بسجلماسه يدعو الى غزوهم فى سنة أربعين وثلثمائة وأظنه هلك ولم يبلغ منهم محابه (11) لقلة إجابة من كان يدعوه الى غزوهم من البربر وخوفهم من اطراد حيلة لمحمد بن الفتح الشاكر لله عليهم فى ذلك، (36) وهذه جملة أحوال المدن المشهورة والمراسى والقرى المعروفة على نحر بحر المغرب من حد برقة الى البحر المحيط مما انتهيت اليه وأدركته بالعيان أو أخذته عمن نشأ فيه، وليس من حد برقة وأعماله الى نواحى افريقية فيما يواجه البحر المغربى من البر غير عشر (16) مراحل فما فوقها بلد يذكر ولا يعرف إلا ما ذكرته والغالب على ما واجه هذا البحر من أرض مصر الى نواحى عمل افريقية البرارى والمفاوز التى بين بلاد السودان وأرض المغرب وفى أطرافها سكان من البربر وفى قلب البر أيضا مياه عليها قوم منهم، وأما ما حاذى (20) أرض افريقية الى آخر أعمال طنجة عن مرحلة الى عشر مراحل فزائد وناقص فبلاد مسكونة ومدن متصلة الرساتيق والمزارع والضياع والمياه والولاة والسلاطين والملوك والحكام والفقهاء وكل ذلك فى جملة صاحب المغرب (23) وحوزته وقبضته أو فى يد خليفته، وما عداه
Shafi 83