مرحلة وكانت لها ضياع جمة ووجوه من الجباية غزيرة وغلات واسعة ورباطات كثيرة، وبين المهدية وسوسه رباط يسكنه أمة من الناس على مر الأيام والساعات يعرف بالمنستير ويقصده أهل افريقية (3) لوقت من السنة فيقيمون به أياما معلومة ويحضر بفاخر الأطعمة ونفيس المآكل ويقيم جمعهم به مدة ثم يتفرقون الى أوطانهم وهو على نحر البحر، وبينه وبين المهدية أيضا قصر رباط يعرف بشقانص دونه عندهم فى المنزلة وهو حصين منيع وبه أيضا أمة مقيمة على صيد السمك، [وهما قصران عظيمان على حافة البحر للرباط والعبادة عليهما أوقاف كثيرة بافريقية والصدقات تأتيهما من كل أرض،] (9) (20) والجزيرة (10) إقليم له مدينة تعرف بمنزل باشوا واسعة العمل خصبة أوسع من سوسه على سلطانها دخلا وأكثر منها جباية وأهلا ولها كورة تضاف اليها وغير غلة يعول التجار عليها وبها فى غير موضع وخم ظاهر الثقل فى مياهها ولا يدخلها غريب (13) إلا مرض وإذا دخلها (14) السودان صلحوا به وصلحت نفوسهم وطابت بالخدمة قلوبهم وجميع الفواكه بها ولباشوا هذه أسواق فى كل شهر تحضر لأيام معروفة، (21) واليها مدينة تونس وهى قديمة أزلية ذات مياه جارية قليلة والانتفاع (17) بها كثير والعائدة الى أربابها صالحة وهى خصبة فى ذاتها متسع بغلاتها ويعمل بها غضار (18) حسن الصباغ وخزف حسن كالعراقى المجلوب وكان اسمها فى قديم الزمان ترشيش فلما أحدث فيها المسلمون البنيان واستحدثوا البساتين والحيطان سميت تونس وهى مصاقبة لقرطاجنه
Shafi 73