تفليس فى نفس الكر منها شىء به تقوم أقوات أهل تفليس وهى دونها فى الفخم والعظم، وبتكريت وعكبرا والبردان منها شىء باق، ولم تبق بركة بنى حمدان بالموصل إلا ستة أو سبعة منها وليس ببغداذ شىء منها، (15) وبلد المذكورة فكانت مدينة كثيرة الغلات والأموال والجهاز والمشايخ المذكورين بالعراق فى حسن اليسار وسعة الأحوال الى أن وضع الملقب بناصر الدولة عليهم يده واستفرغ فيهم جهده فلم يبق لهم باقية وبددهم فى كل قتر وزاوية ولم يبق لهم ثاغية (7) ولا راغية حتى أكلتهم الشدائد وصبت (8) عليهم بشؤمه المصائب فهم كما قال بعض سكان مكة من خزاعة عند خروجهم منها
كأن لم يكن بين الحجون الى الصفا
أنيس ولم يسمر بمكة سامر
وكان لبلد فى ظاهرها بين غربها وشمالها مكان يعرف بالاوسل نزه كثير الشجر والثمر والخضر والفواكه والكروم فقصدها اللعين المشؤوم بما قصد به الموصل فهو كالبور مع شرف حال هذا الاوسل ومكانه من الريع إذا زرع وفى أعاليه ساقية تسقى شيئا من الأرض إذا زرعت بماء تافه ترب، (14) (16) ومدينة سنجار على تسعة فراسخ من بلد وهى فى وسط البرية وفى سفح جبل خصب ولها أنهار جارية وعيون مطردة وأسقاء ومباخس وضياعها قريبة الحال وعليها سور من حجر يمنع عن أهلها عند تظافرهم وقد شابها من نسيم الزنيم ونالها من البلاء ما يشبه الزمان، وبها مع رخص أسعارها وكثرة خيرها وفواكهها الصيفية فواكه شتوية مما يكون اختصاصه فى بلاد الصرود كالسماق والجوز واللوز والزيتون والأترج والسمسم والرمان الكبير المحفف حبه الدائم الى العراق والنواحى جهازه وحمله، وبقرب سنجار بين شمالها وغربها الحيال (22) وهو واد من أودية ديار ربيعة فيه مشاجر وضياع وكروم وخصب وأب يسكنه قوم من العرب قاطنين (23) فيه
Shafi 220