فانقطع بالمغاربة وخص بقطعه اللعين أبو الفرج بن كلس وزير العزيز فإنه استأصل ذلك بالنوائب والكلف والمغارم والسخر الدائمة للصناع حتى لجعل جزية على جميع الداخلين والخارجين الى تنيس، وبمصر غير طراز رفيع وسآتى على ذكره، (21) وأما النيل فأكثر جريه الى الشمال وكذلك جرى نهر الاردن وعرض العمارة عليه بجنبتيه من حد اسوان ما بين نصف مرحلة الى يوم الى أن ينتهى الى الفسطاط فتعرض العمارة على وجه الأرض فيصير عرضها من حد الإسكندرية الى الحوف الذي يتصل بعمارة القلزم نحو ثمنية أيام وأكثر ولم يكن فى أرض مصر سيما ما جاور النيل قفار غير معمورة (9) بل كانت آهلة قبل فتح الإسلام فلم يبق بها ديار ولا مخبر، (22) وأما الواحات فإنها بلاد كانت معمورة بالمياه والأشجار والقرى والروم قبل فتحها وكان يسلك من ظهرها الى بلاد السودان بالمغرب على الطريق الذي كان يؤخذ ويسلك قديما من مصر الى غانه فانقطع ولا يخلو هذا الطريق من جزائر النخيل وآثار الناس وبها الى يومنا هذا ثمار كثيرة وغنم وجمال قد توحشت فهى تتوارى وللواحات من صعيد مصر اليها فى حد النوبة نحو ثلثة أيام فى مفازة حد ولم تزل سافرتهم وسافرة أهل مصر على غير طريق تتصرف الى المغرب وبلد السودان فى برارى ولم ينقطع ذلك الى حين أيام دولة أبى العباس أحمد بن طولون وكان لهم طريق الى فزان والى برقة فانقطع بما دار على الرفاق فى غير سنة بسافية الريح للرمل على الرفاق حتى هلكت غير رفقة فأمر أبو العباس بقطع الطريق ومنع أن يخرج عليه أحد، (23) وبلد الواحات ناحيتان ويقال لهما الداخلة والخارجة وبين الداخلة والخارجة ثلث مراحل وأجلهما الناحية الداخلة وهى واسطة البلد وقرار آل عبدون ملوكها وأصحابها وفيها مساكنهم وأموالهم وعدتهم وذخائرهم وهما حارتان بينهما نصف بريد وبكل حارة منهما (25) قصر الى جانبه مساكن
Shafi 153