غنوا واهزجوا، واحلموا بالنصر؛ فسينقلب هذا الغناء عويلا، فأنا وراءكم أهيئ دماركم.
دارت رحى الحرب، وتلاحم الجيشان. إن النار تتصاعد من خلال الصفوف. هذا ابن حامد يفرق الكتائب ... لله دره من باسل! ولكنه لن يقوى على مناضلتي. هذا موسى ... إنه كالأسد الهائج، وهذا إبراهيم ... إنه يبارز قائدا إسبانيا، يا للعجب؛ فإن له عزم الفتيان، ظننت أن الشيب هد قواه، فكيف السبيل إلى قتله؟ هو قوي وأنا أرتعد من خيالي، ويقولون : إن الموت في المعارك أول ما يصيب الجبناء أمثالي، فكيف العمل؟
لم يبق لي غير الغدر؛ فلأحاربهم به. أتفق مع الإسبانيين فأدخلهم ليلا إلى مضارب بني سراج فيفتكون بهم وهم نيام، فأسرق علم الجهاد، وأفتك بالشيخ إبراهيم، وأغنم كيس الذهب الثاني.
إن ذلك سفالة في عرف من يدعون الشرف، لكنني - والحمد لله - لست منهم، فليقولوا عني ما شاءوا، فالشرف فارق نفسي منذ فارق الذهب جيبي.
حمي وطيس القتال، ورجحت كفة الفوز لابن حامد ... تقهقر الإسبانيون إلى الوراء ... لحق بهم العرب حتى المضارب ... توقف القتال ...
هذا ابن حامد وعشيرته يرجعون ثملين بخمرة النصر، فلأذهب لقضاء مهمتي وتدبير المكيدة. (يخرج وتسمع من الخارج أهازيج بني سراج.)
ورماحنا من خيزران
من خيزران رماحنا
وسيوفنا تقد الصخور
تقد الصخور سيوفنا
Shafi da ba'a sani ba