Socrates: Mutumin da Ya Yi Gwaji da Tambaya
سقراط: الرجل الذي جرؤ على السؤال
Nau'ikan
ثم سار قدما ووضع أسس قرارنا، مذكرا إياي بالمبادئ التي اتفقنا عليها عدة مرات من قبل، وبدأ أولا بالنقطة التي ذكرتها عما سوف يقوله الناس، وجعلني أقر أن المرء لا يستطيع أن يحكم بالصواب أو الخطأ بمجرد ما يحكم به الرأي العام، وإن المرأ ليفسد روحه لو اتجه هذا الاتجاه، كما يفسد الرياضي جسمه لو أصغى لكل امرئ سوى مدربه.
وتعرض بعد ذلك للنقطة الثانية وهي أن مجرد الحياة لا يهم، وإنما تهم الحياة التي تلتزم الصواب، ولم يكن لي مناص من أن أقر ذلك أيضا.
والنقطة الثالثة التي تناولها هي أن الشر لا يرد بالشر، وكنت في الماضي البعيد أعتقد أن تلك فكرة مضحكة، وذلك عندما أثارها أولا، ولكني بدأت أدرك أنه كان على صواب، إن الشر لا يمكن أن يصدر عن إنسان خير؛ ولذا فقد اتفقت معه مرة أخرى، وإن يكن قد اشتد علي في ضغطه لكي يرى إن كنت على ثقة تماما مما أقول.
قال: «أعرف أن قليلا من الناس من يعتقد في ذلك، وقليل من سوف يعتقدون فيه في مستقبل الأيام، ومن يعتقد فيه ومن لا يعتقد لن يستطيعوا الاتفاق فيما بينهم على أي أمر من الأمور»، ولكنني اتفقت معه.
ثم تنحى عن الجدل وجعل قوانين مدينتنا تتحدث - وعندئذ عرفت أني قد هزمت، ذكر لي ما تنص عليه القوانين لو لاذ بالفرار - قال: إنها قد عنيت به منذ ولادته، ولما شب وأدركها خضع لها كذلك، ولم يحاول قط أن يفر منها إلى مدائن أخرى أحسن قانونا، كيف يستطيع أن يهدمها الآن؟! ولو هدمها فكيف يستطيع أن يتكلم عن الخير بعد ذلك؟
وختم حديثه بقوله: «هذا هو الصوت الذي يرن في أذني يا أقريطون، يا صديقي العزيز، ورنين هذه الكلمات موسيقى يخرس معها كل صوت آخر، فلو أنك عارضتها بالأسلوب الذي أحسه الآن فسوف يكون حديثك عبثا، ومع ذلك فإن كنت ترى أن حديثك سيؤدي إلى الخير فلتتكلم!»
وأجبته بقولي: «ليس لدي ما أقول يا سقراط»، وحقا ما قلت، بيد أن إبلاغ الآخرين بذلك كان أمرا عسيرا.
ووصلت السفينة، وعرفنا ذلك في المساء، ومن ثم فقد كنا بالسجن صباح اليوم التالي مبكرين، ولم يأذن لنا حارس الباب بالدخول بادئ الأمر، وقال إن ضباط السجن مع سقراط يفكون قيده، ويصدرون الضروري من الأوامر، ولما انصرفوا أدخلنا.
وألفينا سقراط على فراشه وسلاسله مفكوكة، وزانثب تجلس إلى جواره تحمل رضيعها، وقد لازمته طوال الليل، ولكنها بدأت الآن تبكي لما ذكرت أن ذلك اليوم كان آخر أيامه، وطلب إلي سقراط أن أبعث بأحد رجالي معها إلى البيت.
ولذا فقد بقينا وحدنا معه، وجلس على سريره يدلك ساقه حيث خدرتها الأصفاد، وقلبنا في أحاديثنا شتى الموضوعات، وقال إنه حاول أن يقرض قليلا من الشعر، بسبب حلم كثيرا ما انتابه في حياته، وطلب إليه أن يؤلف ألحان الموسيقى، وكان يعتقد أن «الموسيقى» ربما تعني ممارسة الفلسفة، وهي بالتأكيد أرقى لون من ألوان النغم الموسيقي، ولكنه وضع نشيدا لأبولو، وروى بعض حكايات أيسوب نظما لمجرد الشعور بثقته من نفسه.
Shafi da ba'a sani ba