37

Supplication in the Book of Allah

التوسل في كتاب الله عز وجل

Mai Buga Littafi

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Lambar Fassara

السنة السادسة والثلاثون

Shekarar Bugawa

١٢٤ - ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م.

Nau'ikan

عطية العوفي: ﴿فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ﴾، أي نقضي عليه، كأنه جعل ذلك بمعنى التقدير، فإن العرب تقول: قدر وقدّر بمعنى واحد، وقال الشاعر: فلا عائد ذاك الزمان الذي مضى ... تباركت ما تقدر يكن ذلك الأمر ومنه قوله تعالى: ﴿وَفَجَّرْنَا الأرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ﴾ ١ أي قدّر. ﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ ٢ قال ابن مسعود: ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل٣“ وهنالك دعا يونس ﵇ قائلا ﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ إنها دعوة تائب منيب إلى ربه، معترفٍ بخطئه، وقدّم بين يدي اعترافه بذنبه توحيد ربه بقوله ﴿لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ﴾ فهذا إقرار موقن بوحدانية ربه ﵎، ثم قال ﴿سُبْحَانَكَ﴾ أي أنزهك وأقدسك عما لا يليق بجنابك وبعظمتك، وبعد هذا التوسل العظيم، قدم أيضا إقراره بخطئه قائلا: ﴿إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ أي الظالمين لأنفسهم بفعل ما لا ينبغي فعله، وإنه لتوسل من أعظم أنواع التوسلات، فكان أن أجاب الله ﷿ دعاءه، قال تعالى ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ ٤. ولذا قال رسول الله ﷺ “دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت ﴿لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ ٥ فإنه لم يدع بها مسلم ربه في

١ القمر: ١٢ ٢ الأنبياء: ٨٧. ٣ تفسير ابن كثير ٣/١٩١-١٩٢ ٤ الأنبياء: ٨٨ ٥ الأنبياء: ٨٧

1 / 47