[د]
قولية كانت أو فعلية - هي الموضحة لأحكامه، والمفصلة لإجماله، والهادية إلى طرق تطبيقه، فهما صنوان لا يفترقان، ومنبعان للتشريع متعاضدان، ولا شبهة في أن طاعة الرسول طاعة لله، ومخالفة أمره معصية لله تعالى، ومن عمل بالقرآن على غير المنهج الذي انتهجه الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يكون عاملا بالقرآن.
وقد جرت سنة الله تعالى في خلقه أن يختلف الناس في تقبل دعوات الرسل، والأخذ بأسباب الهداية والصلاح مهما قامت الدلائل ووضحت البينات؛ {ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم} (1)، فمنهم من يستجيب لداعي الخير مسرعا مطمئنا، ويتجنب مزالق الجهل والخسران، ومنهم من يركب رأسه ويتبع هواه ويضل عن سواء السبيل: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة} (2). {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون} (3)، {يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون} (4).
وقد ابتلي المسلمون في كل العصور بمن يحاول صرفهم عن الإسلام، تارة بالطعن في كتابه، وأخرى بمحاولة انتقاصه من أطرافه، بالطعن في السنة التي تفصل ما أجمل منه، وتوضح ما خفي، وكأنهم حين وقفوا من القرآن أمام جبل شامخ لا يلين، ورجعوا بعد العناء بخفي حنين - ظنوا أنهم قادرون على
Shafi da ba'a sani ba