الشريفة والآثار جهدًا كبيرًا في مراجعة كتب الأصول وشروحها، والحمد لله على توفيقه؛ فقد وفقني الله تعالى إلى ضبط نص الكتاب ضبطًا جيدًا، وقد أثرى هذا الجهد الكبير الكتاب بتعليقات نفيسة لأهل العلم على مواضع من الكتاب، فيها فوائد يُرحل إليها.
وأما الأحاديث والآثار التي عزاها المؤلف ﵀ إلى كتب مفقودة أو تعذر حصولنا عليها فقد عزوتها إلى أقرب المصادر المتاحة لديَّ من مصدرها الأصلي، وقابلتها عليه بنفس الطريقة السابقة.
وأما الأحاديث التي ساقها المؤلف بإسناده فإن أغلبها يرويه المؤلف من طريق كتب معروفة -"المعجم الكبير" للطبراني، و"المعجم الصغير" له أيضًا، و"المسند" لأبي يعلى و"المعجم" له وكتب ابن أبي عاصم و"فوائد سمويه" و"تفسير ابن مردويه" وغيرها- وقد كان توثيقي لهذه الأحاديث بعدة أمور:
أولًا: ضبط إسناد الضياء إلى هذا الكتاب، وسوف يأتي حصر هذه الأسانيد في الكلام على مصادر الكتاب المسندة في الباب الأول.
ثانيًا: عزوت الحديث إلى موضعه من الكتاب الذي رواه الضياء من طريقه -إن وجدته- وقابلته عليه، فإن لم أجده خرجته من مصدر وسيط كـ "المطالب العالية" و"إتحاف الخيرة" بالنسبة لمسند أبي يعلى؛ لأن فيهما زوائد مسند أبي يعلى على الكتب الستة.
ثالثًا: خرجت الحديث من مصادر أخرى روته من نفس الطريق، بحسب الحاجة إلى ذلك غير متوسع فيه، واللَّه المستعان.
أما كلام أهل العلم على الأحاديث تصحيحًا وتضعيفًا فما كان منه معزوًا إلى كتاب وثقته من هذا الكتاب (١) وما لم يكن معزوًا إلى كتاب وثقته من كتب
_________
(١) وذكرت اختلاف اللفظ -إن وجد- وربما أكملت كلام الإمام في الهامش إن كان يزيد=
مقدمة / 22