San Yatsan Abu al-Sin
سن ياتسن أبو الصين
Nau'ikan
ولنضرب مثلا بما حدث تحت أعيننا منذ أنشئ المجلس البلدي في مدينة كانتون، فإن المواصلات تقدمت وأخذت أثمان الأرض على الجسر وعند مزدحم السكان ترتفع ويباع «المو» الواحد بعشرات الألوف من الريالات، وهذه كلها يملكها آحاد يعيشون بجهود الآخرين.
إن نظام الأرض القديم في الصين يوافق بعض الموافقة نظام التقسيمات النسبية، فإذا أردنا أن نطبق هذا النظام وجبت ملاحظة هذه الشروط! وهي فرض الضريبة على حسب قيمة الأرض، والتعويض على حسب القيمة العرفية.
وقد اتبع التقسيم على ثلاث درجات إلى اليوم في البلاد الصينية، ولكن قيمة الأرض لم تكن فيما مضى بهذا الارتفاع لنقص وسائل المواصلات وأدوات الصناعة، فلما تقدمت المواصلات والأدوات الصناعية مع بقاء التقسيمات العتيقة نجم من ذلك ارتفاع غير متناسب مع قيمة الأرض، فأصبح ثمن المو في بعض المواقع ألفي دولار وفي بعض المواقع الأخرى عشرين ألفا، وتراوحت بين هاتين القيمتين قيم متفاوتة، فإذا بقيت الضرائب كما كانت راج الغش والفساد بين دافعي الضرائب ومحصليها.
وعلى هذا ينبغي إذا أردنا اتقاء شرور هذه الحالة أن نفرض الضرائب بنسبة واحد في المائة من قيمة الأرض، فمن كان يملك أرضا بألفي ريال فعليه ضريبة عشرين ريالا، وتطرد الزيادة باطراد الارتفاع في القيمة، ومتى استولت الدولة على الأرض فينبغي أن يكون استيلاؤها على قيمة مقدرة بهذا الحساب.
أما مسألة رأس المال، فقد نشرت أخيرا كتابا عن تنمية الصين الدولية بحثت فيه مسائل الاستعانة برءوس الأموال الأجنبية لترقية صناعة الصين وتجارتها.
فانظروا مثلا إلى خطوط بكين هنكاو، وبكين مكدن وتينتسن بكاو التي مدت برءوس الأموال الأجنبية وهي تدر الآن مقادير جمة من الربح الجزيل.
إن خطوط السكك الحديدية اليوم تبلغ في الصين من خمسة آلاف إلى ستة آلاف ميل، تقدر أرباحها بما يترواح بين سبعين وثمانين ميلا تزيد على قيمة الضرائب، فإذا امتدت الخطوط فبلغت خمسين أو ستين ألف ميل تضاعفت الأرباح عدة أضعاف.
وبرنامجي في الاستعانة بالأموال الأجنبية أن جميع الموارد التي تدر الربح عند إدارتها على أي نحو مقبول لا تزال في انتظار الأموال الأجنبية، ومن أمثلتها موارد المناجم والتعدين.
ومتى ذكرت القروض في هذا الصدد فإنما أعني الحصول على المكنات والأدوات الضرورية لاستغلال هذه الموارد، وقد كانت أرباح السكة الحديدية من بكين إلى هنكاو عظيمة، وكان الأجانب على استعداد لتسليمها مع إمكان الربح منها في المستقبل، وبلغ من وفرة هذا الربح أنه كان يكفي لمد الخط من بكين إلى كاجلان، وهو الخط الذي يصل اليوم إلى سونيانج.
ونوجز فنقول: إن الحصول على القروض من رءوس الأموال الأجنبية ميسور، ولكن السؤال هو: كيف ننفقها؟ وهل نستفيد من إنفاقها أو لا نستفيد.
Shafi da ba'a sani ba