============================================================
فنصير الى مملكة تؤوينا وينزع إلينا من هو على مل رأينا فنمتع ونجاهد فى سبيل الله عز وجل حتى يقضى الله آمره : ل وقال غيره : الراى عندى أيها الأمير أن ينحاز الأمير إلى ملك الترك مسجيرا به ومستغيثا على آخيه الغادر القاطع، فهذا أمر لم تزل الملوك تفعله اذا دهمها ما لا قبل لها به .
ظما سمع المامون هذه المقالة ركن إليها وعول على هذا الرأى، ثم فكر فقال: كيف أجعل للترك على حرب المسلمين سبيلا وقال لأصحابه : قوموا عنى فنهوا أجمعون ، والتفت فرأى الشيخ الفارسى فقربه ورفق به وسأله عن أمره الاوما قصد له على لسان ترجمان أقامه له فقال الشيخ بلسان عربى : أيها الأمير ابى جنت لحاجة فعرض لى دونها ما هو آكد منها وأولى .
فقال المامون : قل ما أحببت سالكا سبيل الأنب .
فقال الشيخ : أيها الأمير: إنى دخلت إليك غير متصف بالمحبة لك ثم ألقى الله تعالى فى قلبى من المحبة للامير ما ملأه وأنه كان يقال : الرق ثلاثة أنواع فأولها وأشدها استيعابا للباطن والظاهر رق الاختراع وهو الرق لله صانع الأشياء ومخترعها، والثانى : رق الاصطناع وهو رق المنعم عليه للمنعم، والثالث : رق الاتباع ، وهو صنفان : أحدهما : رق الحب وهو اقربها إلى رق الاختراع لأن له سلطانا متسلطا على الباطن والظاهر . والثانى : رق الرعية الراعيها، ورق العبيد لسابتها ، وأنا أخبر الأمير أعزه الله أنه قد تظافرت له على ثلاث قوى من الرق : رق الحب ، ورق الاصطناع ، ورق الاتباع ، فإن راى الأمير أعزه الله أن يوسل وسيلتى ويصدق أملى، ويسعف طلبى فيلحفى(1) رداء اختصاصه ، ويكرمنى بمكاثرة أوليائه ونصائحه ، فعل ذلك متطو ل(1) به غير محتاج اليه ، وان عبده ليرجو أن تصايف الصنيعة منه شاكرا، والاختصاص منه مشفقا تاصحا .
فقال له المأمون : ما دينك أيها الشيخ قال : مجوسى . فأطرق المأمون (1) أى يمنحنى .
(2) اى متفضلا
Shafi 41