============================================================
كما أنتم كنا وكما نحن تكونون .
فلما سمع النعمان مقالته راجعته فكرته السالفة، وظهر عليه الانكسار، ثم مر بشجرات متاوحات(1)، بينهن ساحة فيها عين جارية، فقال عدى للنعمان : اتترى ما تقول هذه الشجرة أبيت اللعن ؟ فقال لا ، ما تقول ؟ .
فقال عدى : إنها تقول:.
منرآنا فليحيث نفسه أنه موف على قرن الزوال(2) ال وصروف الدهر لا يبقى لها ولما تأتبى به صم الجال الرب ركب قد أناخوا حوكنا يشربون الخمر بالماء الزلال(2) والأباريق عليها قدم وعاق الخنل تزهو فى الجلال روا دهرا بقيش حسن امنى دفرهم غيد عجال ثم أضنحوا عصف الذهر بهم وكذاك الدهر يردى بالرجال وكذاك الدهر يودى بالفتى فى طلاب العيش حالا بعد حال(2) ويقل بن ذلك كان بينهما فى موطن آخر ولنه النما لشار به للى قور كما لشار له لولا.
قيل : فلما بلغ النعمان قصره قال لعدى : اذا كان السعر فاحضرنى فإن دى خبرا أطلعك عليه، فلما كان السحر حضر عنده، فوجد النعمان قد لبس (5)، وأخذ أهبة السياحة، فودعه وذهب ولم يعلم له خبر.
ال وعندى أن المترهب السائح هو النعمان بن المنذر الاكبر، ولم يدركه عدى؛ ولكن ذكره فى شعره ، والذى أدركه النعمان بن المنذر الأصغر، وأن عديا نبهه بما حكى عنه تتبيها اقتضى تتصره لا سياحته، بل هو الذى قتل عديا ال وبقى فى ملكه إلى أن قتله كسرى ، والله أعلم أى ذلك كان : ال وبالجطة ففى ذلك قال عدى بن زيد :-.
أئها الشامت المعير بالاهر ألنت المبزا الموقور أم لديك العهد الوتيق من الأيام أم أنت جاهل مغزور ال من رأيت المنون أخلن أم من ذا عليه من أن يضام خفير(1) (1) متقابلات : (2) قرن الزوال : أى على أهبة الرحيل.
(3) أناضوا : اقاموا بالإبل فى مكان ما وأبركوها . الزلال : الماء العذب الصافى : (4) الودى : الهلك .
5) السح : كساء من الشعر يلبس للدلالة على التقشف والزهد .
(6)المنون : الموت لأنه ينقص العدد ويقطع المدد .
Shafi 138