Al-Suluk domin sanin mulkokin sarauta
السلوك لمعرفة دول الملوك
Editsa
محمد عبد القادر عطا
Mai Buga Littafi
دار الكتب العلمية
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤١٨هـ - ١٩٩٧م
Inda aka buga
لبنان/ بيروت
سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة فيهمَا تكمل اسْتِيلَاء التتر على إقليم أرمينية وخلاط وَسَائِر مَا كَانَ بيد الْخَوَارِزْمِيّ. فاهتم الْخَلِيفَة الْمُسْتَنْصر بِاللَّه غَايَة الاهتمام وسير عدَّة رسل يستنجد الْأَشْرَف من مصر ويستنجد العربان وَغَيرهم وَأخرج الْخَلِيفَة الْأَمْوَال فَوَقع الِاسْتِخْدَام فِي جَمِيع الْبِلَاد لحركة التتر. وفيهَا خرج الْملك الْكَامِل من الْقَاهِرَة فِي جُمَادَى الْآخِرَة واستخلف على مصر ابْنه الْملك الْعَادِل أَبَا بكر وَأَسْكَنَهُ قلعة الْجَبَل مَعَ أمه واخرج الصَّالح أَيُّوب مَعَه وَقدم الْأَشْرَف - والمعظم صَاحب الجزيرة - بالعساكر وَمضى الْكَامِل جَرِيدَة إِلَى الشوبك والكرك وَسَار إِلَى دمشق وَمَعَهُ النَّاصِر دَاوُد صَاحب الكرك بعساكره وَقد زوجه بابنته عَاشُورَاء خاتون وَعقد عقده عَلَيْهَا بِمَنْزِلَة اللجون وَأقَام الْكَامِل بِدِمَشْق يسرح العساكر وَجعل فِي مقدمتها ابْنه الْملك الصَّالح أَيُّوب وَورد الْخَبَر بِدُخُول التتر بِلَاد خلاط فأسرع الْكَامِل فِي الْحَرَكَة وَخرج من دمشق فَنزل سليمَة - وَقد اجْتمع فِيهَا بعساكر يضيق بهَا الفضاء - وَسَار مِنْهَا فِي أخريات رَمَضَان على الْبَريَّة وَتَفَرَّقَتْ العساكر فِي عدَّة طرق لكثرتها فَهَلَك مِنْهَا عدَّة كَثِيرَة من النَّاس وَالدَّوَاب لقلَّة المَاء وأتته رسل مُلُوك الْأَطْرَاف وهم عز الدّين بيقرا وفخر الدّين بن الدَّامغَانِي رسل الْخَلِيفَة الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وألبسوه خلعة السلطنة فاستدعي الْكَامِل عِنْد ذَلِك رسل الْخَوَارِزْمِيّ وَرَسُول الكرج ورسل حماة وحمص وَرَسُول الْهِنْد ورسل الفرنج ورسل أتابك سعد صَاحب شيراز ورسل صَاحب الأندلس وَلم تَجْتَمِع هَذِه الرُّسُل عِنْد ملك فِي يَوْم وَاحِد قطّ غَيره وَقدم عَلَيْهِ بهاء اللين اليزدي - شيخ رِبَاط الخلاطية - من بَغْدَاد وَجَمَاعَة من النخاس يحثونه على الْغُزَاة. فَرَحل التتر عَن خلاط بعد منازلتها عدَّة أَيَّام وَجَاء الْخَبَر برحيلهم والكامل بحران فَجهز عماد الدّين بن شيخ الشُّيُوخ رَسُولا إِلَى الْخَلِيفَة وَسَار إِلَى الرها وَقدم العساكر إِلَى آمد وَسَار بعدهمْ فَنزل على آمد وَنصب عَلَيْهَا عدَّة مجانيق فَبعث إِلَيْهِ صَاحبهَا يستعطفه ويبذل لَهُ مائَة ألف وللأشرف عشْرين ألف دِينَار فَلم يقبل ومازال عَلَيْهَا حَتَّى أَخذهَا فِي سادس عشري ذِي الْحجَّة وَحضر صَاحبهَا إِلَيْهِ بِأَمَان فَوكل بِهِ حَتَّى سلم جَمِيع حصونها فاعطى السُّلْطَان حصن كيفا لِابْنِهِ الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب - وفيهَا وَردت هَدِيَّة من ماردين.
1 / 365