Salon a Tabaqat Al-ʿulamaʾ Wa Al-Muluk
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Bincike
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Lambar Fassara
الثانية
الْبَقَاء على مَا كنت عَلَيْهِ فَقَالَ وَلم وَقد رَأَيْتُك حِين كلمتك كدت تقرب إِلَى قولي قَالَ ثمَّ عذر يُوجب الْإِعْرَاض عَن السَّبَب فَلم يعذرهُ حَتَّى أخبرهُ الْمَنَام فَقَالَ إِنَّمَا كدت أوافقك لأنني علمت أَنَّك إِنَّمَا قلت لي مَا قلت شَفَقَة عَليّ فَلَمَّا رَأَيْت مَا رَأَيْت وَعلمت قَوْله ﷺ الرُّؤْيَا الصَّالِحَة جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة عزمت على الْبَقَاء على حَالي فَبكى الْأَمِير وَقَالَ فِي أَي شَيْء مَا شَاءَ ركبك وَكَانَت وَفَاته سنة ثَلَاث وَسبعين وسِتمِائَة
وَقد عرض هُنَا ذكر الْأَمِير وَهُوَ أحد أَعْيَان الْفُضَلَاء والأمراء والكرماء فاتجه حِينَئِذٍ بَيَان بعض اللَّائِق من أَحْوَاله فَهُوَ أَبُو الْحسن عَليّ بن يحيى الْعَنسِي بالنُّون بَين السِّين وَالْعين الْمُهْمَلَتَيْنِ نِسْبَة إِلَى قَبيلَة كَبِيرَة فِي الْيمن خرج مِنْهَا جمع من الْفُضَلَاء أصل بَلَده المكنة بِبَلَد صهْبَان بِفَتْح الْمِيم بعد الْألف وَاللَّام وَفتح الْكَاف وَالنُّون بعد تشديدها ثمَّ هَاء سَاكِنة وَكَانَ لَهُ من الْمَنْصُور مكانة عَظِيمَة وَرفع لَهُ طبلخانة وأقطع لَهُ إقطاعا كثيرا وَذَلِكَ أَن الْمَنْصُور كَانَ ابْن عمته وَقيل ابْن أُخْته وَلم يزل معززا مكرما حَتَّى توفّي الْمَنْصُور على مَا يَأْتِي تَارِيخه وَكَانَ يكره المظفر ويميل إِلَى أَوْلَاد عَمه أَسد الدّين وأخيه فَلَمَّا لزم المماليك فَخر الدّين وأوصلوه إِلَى المظفر أَسِيرًا حَسبه ورسم عَلَيْهِ المبارز بن برطاش فَلَمَّا بلغ ذَلِك إِلَى عَليّ بن يحيى هَذَا كتب إِلَى أَسد الدّين يحثه على الْقِتَال واستنقاذ أَخِيه من الْأسر أبياتا وَهِي ... أتراك تعلم يَا مُحَمَّد مَا جرى ... فتقودها شعث النواصي ضمرا
جردا ترَاهَا فِي الأعنة شزبا ... تفري السباسب واليباب المقفرا
قدها عرابا من تريم ومرخة ... ودثينة حَقًا ودع عَنْك المرا
واقصد بهَا دربي زبيد على الوجا ... لتقيم عذرا أَو تشيد مفخرا
واجنح إِلَى الْملك الْمفضل لذ بِهِ ... شاوره حَقًا قل لَهُ مَاذَا ترى ...
1 / 402