Salon a Tabaqat Al-ʿulamaʾ Wa Al-Muluk
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Bincike
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Lambar Fassara
الثانية
مميزات العقاقير فخيل فِي ذهنه أَنه يكْتب للشَّيْخ كتابا يستعطفه وَمَتى مَال مَعَه فَأهل تهَامَة مائلون مَعَه فَكتب إِلَى الشَّيْخ كتابا صَدره بِالْآيَةِ يَا أهل الْكتاب تعالو إِلَى كلمة إِلَى آخر الْآيَة ثمَّ قَالَ الْقَصْد يَا شيخ الْإِجْمَاع على الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَالسَّلَام ثمَّ بعث بِالْكتاب مَعَ رجل من الشِّيعَة فَلَمَّا دخل على الشَّيْخ سلم وناوله الْكتاب فَقَالَ الشَّيْخ لبَعض أَصْحَابه اقْرَأ كتاب الشريف فقرأه فَلَمَّا فرغ قَالَ يَا غُلَام عَليّ بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس فَلَمَّا حضرا قَالَ اكْتُبْ ﴿إِن ينصركم الله فَلَا غَالب لكم﴾ إِلَى آخرهَا ثمَّ قَالَ اكْتُبْ الْحَمد لله فالق الإصباح ومرسل نسيم الرِّيَاح إِلَى فسحة مبدأ عَالم الأشباح وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على سيد الْأَنَام ومصباح الظلام وعَلى آله وَأَصْحَابه السَّادة الْكِرَام
أما بعد فقد وصلنا كتاب الشريف يَدْعُونَا إِلَى إجَابَته ولعمري أَنَّهَا طَرِيق سلكها الْأَولونَ وَأَقْبل عَلَيْهَا الْأَكْثَرُونَ غير أَنا نَقْرَأ مُنْذُ سمعنَا قَوْله تَعَالَى لَهُ دَعْوَة الْحق لم يبْق فِينَا متسع لإجابة الْخلق فَلَيْسَ لأحد يَد أَن يشهر سَيْفه على نَفسه وَأَن يفرط فِي يَوْمه بعد أمسه فَليعلم السَّيِّد قلَّة فراغنا لما رام وليبسط الْعذر وَالسَّلَام فَذكرُوا أَن الرَّسُول وقف مَعَ الشَّيْخ وَبعث بِكِتَاب الإِمَام رَسُولا وَكَانَ الشَّيْخ جليل الْقدر شهير الذّكر حكى صَاحب تربته أَنه كَانَ ذَا عبَادَة ومجاهدة قل وجود مثله بل لم يكد يُوجد نَظِيره وفضائله يعز إحصاؤها ويندر استقصاؤها وَإِنَّمَا ذكرته هُنَا لِأَن هَذَا أول مَوضِع عرض فِيهِ ذكره وَإِن كَانَ سيعرض ذَلِك فِي مَوَاضِع أُخْرَى وَمن كَلَامه قَوْله سكونك إِلَى مَا فِي يدك دَلِيل على قلَّة ثقتك بِاللَّه ورجوعك فِي حَال الشدَّة إِلَى المخلوقين دَلِيل على أَنَّك لَا تعرف الله وفرحك بالشَّيْء تناله من الدُّنْيَا دَلِيل على بعْدك من الله
وَقد ذكر أَن هَذَا من كَلَام أبي يزِيد أَو أحد نظرائه فَالله أعلم
فَيحْتَمل أَن الْكل قد قَالَ بِهِ على طَرِيق الاختراع لَكِن جَاءَ الآخر بِهِ من طَرِيق اتِّفَاق الخاطر مَعَ الخاطر كَمَا قد يَقع الْحَافِر على الْحَافِر وَيحْتَمل أَن الآخر قَالَه على سَبِيل التّبعِيَّة
1 / 334