260

Salon a Tabaqat Al-ʿulamaʾ Wa Al-Muluk

السلوك في طبقات العلماء والملوك

Bincike

محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي

Lambar Fassara

الثانية

وَله من قصيدة ... وَمَالِي إِلَى مَاء سوى النّيل غلَّة ... وَلَو أَنه اسْتغْفر الله زَمْزَم ... قَالَ ابْن سَمُرَة لما قدم الْيمن اسْتَفَادَ عَلَيْهِ جمَاعَة من أَصْحَابنَا وَكَانَ عَالما بفنون شَتَّى قَالَ وَيُقَال إِن المقامة الحصيبية لَهُ وَهِي تدل على فضل وَاسع قَالَ ابْن خلكان ذكره الْحَافِظ أَبُو الطَّاهِر ﵀ فِي بعض تعاليقه وَقَالَ ولي النّظر بثغر الْإسْكَنْدَريَّة بِغَيْر اخْتِيَاره سنة تسع وَخَمْسمِائة وَقتل ظلما وعدوانا فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ثمَّ نرْجِع إِلَى ذكر عُلَمَاء الْيمن فَمن أهل الطَّبَقَة أَبُو الْحسن أَحْمد بن الْفَقِيه مُحَمَّد بن عبد الله بن سَلمَة بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل البريهي ثمَّ السكْسكِي ثمَّ الْكِنْدِيّ الْمَعْرُوف بَين فُقَهَاء الْيمن المعتبرين سيف السّنة أثنى عَلَيْهِ ابْن سَمُرَة ثَنَاء مرضيا وَقَالَ عِنْد ذكره وَمِنْهُم الإِمَام الأوحد سيف السّنة زين الحنبلية أَحْمد بن مُحَمَّد سكن إبا وأفضت إِلَيْهِ الرِّئَاسَة فِيهَا جمع بَين الزّهْد والورع وَالْفِقْه والْحَدِيث تفقه بِجَمَاعَة كثيرين غير ابْن سَمُرَة قد عده فِي أَصْحَاب الشَّيْخ يحيى بن أبي الْخَيْر وَلم يكن بعد الشَّيْخ للفقهاء صدر غَيره إِلَيْهِ يرجعُونَ وَعَلِيهِ فِي النَّوَازِل يعولون قَصده الطّلبَة من مَوَاضِع شَتَّى وانتفعوا بِهِ وَكَانَ عَارِفًا مَعَ الْفِقْه والْحَدِيث بالنحو واللغة والأصولين وَله كتب عدَّة فِي الْأُصُول يرد بهَا على الْمُعْتَزلَة والأشعرية وَكَانَ كَبِير الْقدر شهير الذّكر صَاحب كرامات عديدة وَكتب مفيدة من أحسن الْفُقَهَاء ضبطا للكتب وتحقيقا لَهَا وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَن الإِمَام زيد اليفاعي وَعَن الشَّيْخ يحيى أَيْضا وَأخذ عَن الْحَافِظ العرشاني البُخَارِيّ كَمَا قدمنَا ذَلِك مَعَ ذكره وَلما كَانَ فِي بعض الْأَيَّام دخل رجل من الْمُحدثين الْجند وَأَنا إِذْ ذَاك صَغِير فَاجْتمع إِلَيْهِ فقهاؤها وسألوه أَن يسمعهم صَحِيح مُسلم فَقَالَ لَا نُسْخَة معي فَقيل لَهُ هُنَا نُسْخَة جَيِّدَة فطلبها وتصفحها وَأذن لَهُم بِالْقِرَاءَةِ فَكَانُوا إِذا مروا على شَيْء قد سَمعه بِخِلَاف مَا هُوَ مضبوط بالنسخة وَأَرَادُوا إصْلَاح مَا فِي النُّسْخَة عَن سَمَاعه قَالَ لَا تَفعلُوا فقد بَلغنِي أَن ضَابِط هَذِه النُّسْخَة كَانَ إِمَامًا كَبِيرا وَلم يضْبط إِلَّا عَن أَمر تحَققه وَكَانَت هَذِه النُّسْخَة نُسْخَة هَذَا الإِمَام سيف السّنة وَهِي إِلَى الْآن مَوْجُودَة بالجند بيد بعض ذُريَّته من جملَة كتبه الَّتِي وَقفهَا وَذَلِكَ أَنه

1 / 318