Salon a Tabaqat Al-ʿulamaʾ Wa Al-Muluk
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Bincike
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Lambar Fassara
الثانية
.. وأصبحت ذَا غم خلا مِنْهُ مَا خلا ... مضاعا وَمَالِي بالمؤخر من خيري
مضى مَا مضى عني وَلَا علم لي بِهِ ... فَإِن فَاتَنِي الْبَاقِي فيا ضَيْعَة الْعُمر
زماني فِي سَهْو وَلَهو وغفلة ... وَمن خلف ظَهْري هول قاصمة الظّهْر
فإبليس وَالدُّنْيَا وَنَفْسِي والهوى ... فَكيف احتيالي والتخلص من أَمْرِي
وَكَيف ألذ الْعَيْش وَالْمَوْت طالبي ... وَلَا بُد بعد الْمَوْت من ضمة الْقَبْر
وَلَا بُد من يَوْم الْحساب وهوله ... وَيَا لَيْت شعري مَا جوابي وَمَا عُذْري
إِذا قيل لي اقْرَأ كتابك وَالَّذِي ... كدحت فقد أُوتِيتهُ بَين السطر
وَقد كتبت فِيهِ ذُنُوبِي وأحصيت ... عَليّ فَمن سر خَفِي وَمن جهر
وَقد قَامَت الأشهاد تشهد والورى ... حُفَاة عُرَاة شاخصون لَدَى الْحَشْر
وَقد حَارب الْفضل الْمفضل فِي القضا ... واذعرت الْأَرْوَاح فِيهِ أَيّمَا ذعر
وكل بِهِ من شدَّة الْخَوْف سكرة ... وَمن هول مَا قاسى وَلَيْسَ بِذِي سكر
وَقد فَازَ من أعْطى وَأحسن وَاتَّقَى ... وَصدق بِالْحُسْنَى وَيسر لليسر
إلهي أَسِير الذَّنب يَدْعُوك خَائفًا ... من الذَّنب فَامْنُنْ بالفكاك من الْأسر
بحقك يَا من لَا تخيب آملا ... وَيَا عَالما سري وَيَا كاشفا ضري
أجب دَعْوَتِي واغفر خَطَايَا فإنني ... مقرّ بِمَا قدمت من فَاحش النكر
وهب لي ذُنُوبِي واعف من قبح زلتي ... وَلَا تكشفن حَالي وَلَا تهتكن ستري
بعروتك الوثقى وأسمائك الَّتِي ... تعلمهَا مُوسَى الكليم من الْخضر
بِفَاتِحَة الْقُرْآن وَالسورَة الَّتِي ... تَلِيهَا وَمَا فِيهَا من النَّهْي وَالْأَمر
بِآيَة كرْسِي وَعزة قدرهَا ... ومعظم مَا أنزلت فِي مُحكم الذّكر
وَمَا قلته فِي آل عمرَان والنسا ... وتنزيه عِيسَى عَن مقَال ذَوي الْكفْر
ومائدة نزلتها حجَّة لَهُ ... فقابل مَا أولاه مَوْلَاهُ بالشكر
بِسُورَة أنعام وأعرافها وَمَا ... أبحت من الْأَنْفَال للطاهر الطُّهْر
وبالمجتبى والمصطفى فِي بَرَاءَة ... من الله وَهُوَ الْبر ذُو اللطف وَالْبر
وَيُونُس ذِي الْبلوى وَهود ويوسف ... ورعد وَإِبْرَاهِيم والنحل وَالْحجر
وَسُبْحَان من أسرى وكهف وَمَرْيَم ... وطه وَفضل الْأَنْبِيَاء وهم ذخري
وبالحج والأفلاح ألتمس الرضى ... وَنور وفرقان وفلقك للبحر ...
1 / 312