Salon a Tabaqat Al-ʿulamaʾ Wa Al-Muluk
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Bincike
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Lambar Fassara
الثانية
سواهُ فرحم الله ثراه وَبرد مضجعه ومثواه وَجعل الْجنَّة مَحَله ومأواه
وَكَانَ الإِمَام ابْن عجيل يَقُول لَوْلَا الْبَيَان مَا وسعني الْيمن وَكَانَت السيدة تجله وتعظم مَحَله وتأمر بوابها بذلك
حُكيَ أَن الْفَقِيه قدم إِلَى جبلة بشفاعة إِلَيْهَا بِسَبَب أَيْتَام كَانُوا تَحت يَده وعَلى أَرضهم جور فَوهبت ذَلِك للفقيه وكتبت للأيتام مُسَامَحَة جَارِيَة إِكْرَاما لقدوم الْفَقِيه
وَلما مدح الْفَقِيه النسابة أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَشْعَرِيّ الشَّيْخ مُحَمَّد بن عَليّ بن مشعل بِشعر مَشْهُور جعل هَذَا الإِمَام من أعظم مناقبه وَأجل مفاخره الَّتِي يمدح بهَا وَكَانَ لَهُ مَعَ تجويد الْفِقْه تجويد الأصولين وَلَقَد اجْتمعت بِبَعْض الْفُقَهَاء مِمَّن لَهُ دراية بالأصول فأوقفني على أَبْيَات وَهُوَ يستعظمها وَيَقُول مَا كنت أَظن صَاحب الْبَيَان يعرف الْأُصُول هَذِه الْمعرفَة وأوقفني على ورقة فِيهَا هَذِه الأبيات ... أفعالنا عرض فِي جسم فاعلها ... وَالله يخلق مَا فِي الْجِسْم من عرض
إِذا تقرر هَذَا فِي نَظَائِره ... فَلَا اعْتِرَاض إِذن يبْقى لمعترض
وَمن ينازعنا فى ذَا وينكره ... فليأتنا بِدَلِيل غير منتقض
الْمَدْح والذم والإنعام مِنْهُ لنا ... على اخْتِيَار لنا فِي الْفِعْل وَالْعرض
لَا يسْتَحق عَلَيْهِ الزرق فِي صغر ... وَلَا ثَوابًا على كسب كَمَا الْعِوَض
لَا عذب الله إنْسَانا بِلَا عمل ... لَكَانَ عدلا كَمَا فِي الْمَوْت وَالْمَرَض
مَا لم يَشَأْ لم يكن من فَاعل أبدا ... وَأَن يرد كَون شَيْء فِي الْعباد قضي ... وَله شعر ينْسب إِلَيْهِ مِنْهُ قَوْله فِي وصف حَاله وزمانه وَأهل بَلَده ... إِلَى الله أَشْكُو وحشتي من مجَالِس ... أراجعه فِيمَا يلذ بِهِ فهمي
لِأَنِّي غَرِيب بَين سير وَأَهْلهَا ... وَإِن كَانَ فِيهَا أسرتي وَبَنُو عمي
وَلَيْسَ اغترابي عَنْهُم بيد النَّوَى ... وَلَكِن لما أبدوه من جفوة الْعلم
فقد كنت أَرْجُو أَن تكون سلالتي ... بِحِفْظ علومي فِي حَياتِي ذَوي عزم
فَثَبَّطَهُمْ عَن ذَاك حساد قَومهمْ ... وَمَا سمعُوا من كل ذِي حسد فدم
ستصبح يَا من غره قَول حَاسِد ... يَمُوت أَسِير الذل وَالْجهل واليتم ... وَلما دخلت قَرْيَة سير اجْتمعت بِبَعْض ذُريَّته فأوقفني على شَيْء من كتبه
1 / 299