214

Salon a Tabaqat Al-ʿulamaʾ Wa Al-Muluk

السلوك في طبقات العلماء والملوك

Bincike

محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي

Lambar Fassara

الثانية

وَهُوَ أَبُو الطّيب طَاهِر بن عبد الله بن طَاهِر بن عمر الطبرستاني مولده سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلثمائة وَنسبَة الطَّبَرِيّ إِلَى طبرستان بِفَتْح الطَّاء الْمُهْملَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَالرَّاء ثمَّ سين سَاكِنة مُهْملَة ثمَّ فتح التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق ثمَّ ألف ثمَّ نون قَالَ ابْن خلكان وَهِي ولَايَة كَبِيرَة تشْتَمل على بِلَاد كَثِيرَة خرج مِنْهَا جمَاعَة من الْعلمَاء وَالنِّسْبَة إِلَى طبرية الشَّام طبراني فَاعْلَم ذَلِك فَإِن كثيرا من النَّاس يغلط فِيهِ وَلذَلِك بَينته وَكَانَ تفقه القَاضِي أبي الطّيب فِي ابْتِدَائه بآمد على أبي عَليّ الزجاجي صَاحب أبي الْعَبَّاس بن الْقَاص ثمَّ على أبي سعيد الْإِسْمَاعِيلِيّ وعَلى أبي الْقَاسِم بن كج بجرجان ثمَّ ارتحل إِلَى نيسابور فَأدْرك أَبَا الْحسن الماسرخسي صَاحب أبي إِسْحَاق الْمروزِي الْمُتَقَدّم الذّكر فَلَزِمَ مَجْلِسه أَربع سِنِين ثمَّ انْتقل إِلَى بَغْدَاد فَأخذ بهَا عَن أبي مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ صَاحب الداركي وَحضر مجْلِس الشَّيْخ أبي حَامِد الإسفرائيني وَلم يثبت أَنه أَخذ عَنهُ أثنى عَلَيْهِ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق فَقَالَ لم أر فِيمَن رَأَيْت أكمل اجْتِهَادًا وَأَشد تَحْقِيقا وأجود نظرا فِي الْفِقْه مِنْهُ شرح الْمُخْتَصر وفروع ابْن الْحداد وصنف فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول والجدل كتبا كَثِيرَة لَيْسَ لأحد مثلهَا عمر مئة سنة وسنتين لم يخْتل عقله وَلَا تغير فهمه يُفْتِي مَعَ الْفُقَهَاء ويستدرك عَلَيْهِم الْغَلَط وَيَقْضِي بمحاضرهم فيحضر المواكب فِي دَار الْخلَافَة وَلم يزل فِي ذَلِك حَتَّى توفّي يَوْم السبت لعشر بَقينَ من شهر ربيع الأول سنة خمسين وأربعمئة فِي بَغْدَاد وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب وَأما شُيُوخه الْمُقدم ذكرهم فَأَبُو عَليّ الزجاجي تفقه بِأبي الْعَبَّاس بن الْقَاص

1 / 272