Salon a Tabaqat Al-ʿulamaʾ Wa Al-Muluk
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Bincike
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Lambar Fassara
الثانية
أَن مَوته كَانَ على المعتقد الْمَذْكُور وَقت إحساسه بِالْمَوْتِ وَهُوَ بَيت شعر ... هَذَا جناه أبي عَليّ ... وَمَا جنيت على أحد ... قَالَ ابْن خلكان وَهَذَا إِشَارَة إِلَى معتقده فَإِن الْحُكَمَاء يَعْتَقِدُونَ ان الْوَلَد جِنَايَة الْوَالِد فَإِنَّهُ سَبَب وجوده وَخُرُوجه إِلَى هَذَا الْعَالم الَّذِي هُوَ بِهِ متعرض الْحَوَادِث والآفات وَكَانَت وَفَاته يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وأربعمئة بالمعرة ورثاه تِلْمِيذه أَبُو الْحسن عَليّ بن همام بقوله إِشَارَة فِيهِ إِلَى مَا حكيناه عَنهُ ... إِن كنت لم ترق الدِّمَاء زهادة ... فَلَقَد أرقت الْيَوْم من جفني دَمًا
سيرت ذكرك فِي الْبِلَاد كَأَنَّهُ ... مسك فسامعه تضمخ أَو فَمَا
وَأرى الحجيج إِذا أردوا لَيْلَة ... ذكراك أخرج فديَة من أحرما ... وَأما ابْن القم الشَّاعِر الَّذِي كَانَ يُعَاتب جياشا فَهُوَ أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مَيْمُون بن القم كَانَ أَبوهُ صَاحب ديوَان الْخراج بتهامة وَيَأْتِي من ذكره مَا لَاق مَعَ ذكر الْمُلُوك إِن شَاءَ الله وأعيان دولتهم وَأما هَذَا حُسَيْن فمعدود من فضلاء الْيمن ورؤساء شعرائها وَكَانَ من المكثرين وَالشعرَاء المفلقين وَكَانَت لَهُ حظوة ومنزلة عِنْد الْمُلُوك لفضله وشعره بِحَيْثُ يقدمانه على مَا سواهُمَا فِي الْيمن خَاصَّة وَرُبمَا قيل فِي الشَّام
وَلما فزع من جياش نفر مِنْهُ إِلَى الدَّاعِي سبأ بن أَحْمد الصليحي وَأقَام مَعَه بحصن أشيح فَكَانَ مبجلا أثنى عَلَيْهِ الْفَقِيه عمَارَة ثَنَاء بليغا وَقَالَ ضرب على خطّ ابْن مقلة فحكاه وَكَانَ شَاعِرًا مترسلا وَلَو لم يكن لَهُ من الترسل إِلَّا الرسَالَة الْمَشْهُورَة الَّتِي كتبهَا إِلَى الدَّاعِي سبأ الْآتِي ذكره فِي الْمُلُوك والدعاة
1 / 258