Salon a Tabaqat Al-ʿulamaʾ Wa Al-Muluk
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Bincike
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Lambar Fassara
الثانية
وامتحن بِقَضَاء الْقُضَاة فِي أَيَّام الصليحيين ثمَّ مَعَ آل نجاح فَكَانَ أسعد بن شهَاب الْآتِي ذكره نَائِب الصليحي بتهامة يشكره ويثني عَلَيْهِ وَيَقُول أَقَامَ الْحسن عني أُمُور الشَّرِيعَة قيَاما يُؤمن عَيبه ويحمد غيبه فَإِذا كَانَ هَذَا ثَنَاء الضِّدّ المشاقق المعاند فِي الطَّرِيق وَالْمذهب فَكيف من سواهُ وَفِي مثل ذَلِك يَقُول الشَّاعِر ... وفضائل شهِدت بِهِ أعداؤه ... وَالْفضل مَا شهِدت بِهِ الْأَعْدَاء ... وَأثْنى عَلَيْهِ عمَارَة فِي مفيده وَإِن لم يُدْرِكهُ فقد أدْرك من حقق لَهُ مَا ذكر عَنهُ فِي مفيده وَمن شعره مَا أوردهُ ابْن العمك الْآتِي ذكره فِي طبقَة متأخري زَمَاننَا من أهل سِهَام فِي كِتَابه الَّذِي سَمَّاهُ الْكَامِل فِي الْعرُوض وَصِيغَة الشّعْر فِي بَاب شرح محَاسِن اللَّفْظ قَالَ وَمن ذَلِك قَول الْحسن بن أبي عقامة ... نَحن الَّذين متينة أوصالنا ... فِي الدّين لَا قطع الردى أوصالنا
هَذَا الَّذِي أوصى بِهِ جد لنا ... لمحا بمجد جدوده أوصى لنا ... فِي الْبَيْت الأول موضعان هما أوصالنا يَنْبَغِي أَن يعرف كَونهمَا اسْمَيْنِ لَا يكتبان إِلَّا بِالْألف وَفِي الثَّانِي أوصى مرَّتَيْنِ وهما فعلان يكتبان بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاة من تَحت
وَكَانَ الْحسن يمِيل إِلَى الْحَبَشَة وَيرى أَنهم أولى بِالْملكِ من الصليحيين لسَبَب تبَاين الْمَذْهَب وَكَانَ أحد الْأَسْبَاب لعود الْملك إِلَى جياش بن نجاح فَكَانَ عِنْده مُعظما مبجلا يلقبه بمؤتمن الدّين فَعرض لجياش خطْبَة امْرَأَة من الفرسانيين أهل موزع فندبه لخطبتها فَتقدم إِلَى أَهلهَا وأعلمهم بالرسالة لَهُ فَأَجَابَهُ بعض وَتَأَخر عَنهُ بعض ثمَّ إِن بَعضهم سَأَلَهُ عَن جَوَاز ذَلِك وَقد بَينه وَبينهمْ ألفة عَظِيمَة من حَيْثُ إِنَّهُم يرجعُونَ فِي النّسَب إِلَى تغلب وَهُوَ كَذَلِك فَقَالَ إِذا لم ترض الْمَرْأَة والأولياء جَمِيعًا لم يَصح
1 / 254