Salon a Tabaqat Al-ʿulamaʾ Wa Al-Muluk

Al-Ganadi d. 732 AH
124

Salon a Tabaqat Al-ʿulamaʾ Wa Al-Muluk

السلوك في طبقات العلماء والملوك

Bincike

محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي

Lambar Fassara

الثانية

الَّتِي جَاءَ بهَا ثمَّ قفل كل وَاحِد مِنْهُمَا بكتب صَاحبه فحين علم خبرهما السفاح بعث مكانهما عبد الله بن مَالك الْحَارِثِيّ فَمَكثَ أَرْبَعَة أشهر ثمَّ عَزله بعلي بن الرّبيع بن عبد الله بن عبد المدان ابْن أخي الْمَذْكُور أَولا فَلبث إِلَى أَن توفّي السفاح بِأحد أَيَّام التَّشْرِيق من سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ومئة مدَّته أَربع سِنِين وَثَمَانِية أشهر ثمَّ قَامَ بِالْأَمر أَخُوهُ أَبُو جَعْفَر عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بِوَصِيَّة من أَخِيه ونازعه عَمه عبد الله بن عَليّ مُنَازعَة أفضت إِلَى حروب كَبِيرَة وَبَايَعَهُ على ذَلِك جمع كثير وَشهد لَهُ جمَاعَة أَن السفاح شَرط لَهُ ولَايَة الْأَمر بعده إِن خرج لقِتَال مَرْوَان وَأَنه خرج وَتَوَلَّى قتل مَرْوَان ثمَّ لم يزل الْمَنْصُور يخادعه ويلاطفه حَتَّى حصل بِيَدِهِ على ذمام وعهوده مكينة فَلَمَّا حصل بِيَدِهِ سجنه فِي بَيت بني أساسه على ملح وَأطلق المَاء حوله فَسقط فَمَاتَ هديما وَقتل أَبَا مُسلم الْخُرَاسَانِي الْقَائِم بالدولة العباسية وَكَانَ بَخِيلًا مبخلا فظا غليظا على الْأمة وعَلى أَهله أَشد وَهُوَ أول من أوقع الشَّرّ بَين الطالبيين والعباسيين وَقتل من الطالبيين جمعا كثيرا وَكَانَ حسودا وَهُوَ أول من ولي الْقَضَاء بِنَفسِهِ لم يكله إِلَى أحد غَيره وَأول من قرب المنجمين وَأول من ترجمت لَهُ الْكتب من الفارسية إِلَى الْعَرَبيَّة ككتاب كليلة ودمنة وَكتاب السَّنَد هِنْد وَكتب أرسطا طاليس وَسَائِر كتب الفلسفة من اليونانية والرومية والفارسية والسريانية وَفِي أَيَّامه وضع مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْمَكِّيّ كتب الْمَغَازِي وَالسير وأخبار مُبْتَدأ الْخلق وَلم تكن قبل ذَلِك مَجْمُوعَة وَبنى بَغْدَاد وَجعلهَا دَار ملك وَلم يصر إِلَيْهِ الْأَمر إِلَّا وَقد نظر فِي الْعُلُوم وتتبع الْمذَاهب وارتاض فِي الآراء وَكتب الحَدِيث وَفِي أَيَّامه كثرت رِوَايَات النَّاس واتسعت علومهم هَذَا جملَة مَا لَاق ذكره من أَحْوَاله مُلَخصا مَنْقُولًا من التواريخ

1 / 182