تقديم
الدكتور خالد أرن
مدير عام إرسيكا
كان من مجالات النشاط الأساسية التي عُني بها مركزُ الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي أعمال فهرسة المخطوطات المتعلقة بتاريخ الإسلام وثقافته، ثم العمل على حماية تلك المخطوطات ونشرها والتعريف بها.
ونشعر اليوم بامتنان عظيم ونحن نقدم للقراء والباحثين نسخةً محققة من كتاب "سلم الوصول"، هذا العمل المهم الذي وَضَعَه في تراجم الأعلام كاتب جلبي (ت ١٦٥٧ م)، ذلك العالم العثماني الكبير، صاحبُ كتاب "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" الذى عاش في القرن السابع عشر الميلادي.
ويبرز أمامنا مجالُ التراجم (الطبقات والوفيات) واحدًا من أكثر المجالات ثراءً في الأدبيات الإسلامية. فقد وَضَعَ المؤرخون المسلمون مئات الكتب في التراجم بشتى فروعها. وقِسْمٌ من تلك المؤلفات يضم تراجم لعلماء ينتسبون لمذهب معين أو يعملون في فرع معين من فروع العلم، بينما يتناول قسم آخر سير الأعلام البارزين خلال عصر معين من رجال الدولة والقادة والحكام والعلماء وأرباب الصنائع والأدباء والشيوخ وغيرهم. ويأتي هذا النوع من التراجم العامة مرتبًا في الغالب بحسب الترتيب الألفبائي، وأبرز الأمثلة فيه: وَفَيَات الأعيان لابن خلكان (ت ١٢٨٢ م)، والوافي بالوفيات للصفدي (ت ١٣٦٣ م). وبالإضافة إلى ذلك هناك كتب تاريخ الإسلام العام أو كتب التاريخ الخاصة بمنطقة معينة (الحوليات)، والتي تتناول الحديث عن أحداث العام ثم تعقبه بالحديث عن حياة بعض المتوفين من المشهورين في ذلك العام. وقد جرى العثمانيون على ذلك التقليد في الحضارة الإسلامية، وكان كتاب "الشقائق النعمانية" الذي وضعه بالعربية طاشكوبري زاده أحمد بن مصطفى باكورة كتب التراجم العامة عند العثمانيين. وهو كتاب قُسِّمَتْ فيه التراجم إلى أدوار بحسب السلاطين
مقدمة / 5