============================================================
في نفوس الأخيار وإنما عاقها عن ذلك وجود الحجب الجسمانية والنفسانية التي على عدد الأطوار ويدلك على إدراك قبل الحجاب إقراره في الظهور، يوم الستم بربكم بالوحدانية لانتفاء الحجاب الحائل بينه وبين الصواب وذلك أن الأرواح من العوالم الملكوتية والأبدان من العوالم الملكية، فوضع العالم الروحاني في القالب الجسماني ليتم الوعد الرباني فصارت أطوار البدن حجبا اللروح فنسبت ما أدركته بسبب تلك الحجب فخوطبت بعد الظهور بما قرأت به في الظهور فتبين من هذا الجهل آمر وجودي وهو الناشىء عن الحجاب الحائل بين الروح والمعاني الدقيقة حتى صارت لا تدركها إلا بالتفكير وخرق الحجب العادية لمن وفقه الله تعالى وبه أستعين: بدت لهم شموس المعرفة رأوامخدراتها منكشفة هذا البيت من تمام ما قبله بينا فيه ثمرة رفع الحجاب عن قلوب أولي الألباب والمعنى حط عنهم ذلك حتى انتهى بهم الأمر إلى آن ظهرت لهم شموس من الأفهام والمعارف فنظروا مخدرات عرائس المعاني واللطائف، وقولنا: (رأوا مخدراتها) على حذف مضاف آي رأوا مخدرات عرائس المعرفة منكشفة وهذا النوع من المجاز الذي يعرف بلزوم تقييده كجناح الذل والخدر والستر، قال امرؤ القيس(1): ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة فقالت لك الويلات إنك مرجلي (4) والضمير في قوله: (رأوا) عائد أيضا لأرباب الحجا وهذا البيت نظير (1) هو امرؤ القيس بن حجر (بضم الحاء والجيم) وليس بهذا الضبط غيره ابن الحارث بن عرو بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية بن ثور بن مرتم هكذا نسبه.
الأصمعي مات سنة 80 قبل الهجرة. انظر شرح المعلقات العشر وأخبار شعراثها ص 7 للشيخ أحمد الأمين الشنقيطي وشرح المعلقات السبع ص 9، للزوزني، ت : محمد عبدالقادر الفاضلي - المكتبة العصرية صيدا بيروت.
(2) البيت من معلقة امرؤ القيس ويقع البيت في الرقم 13 من معلقته- انظر شرح المعلقات وأخبار شعرائها - للشيخ أحمد الأمين الشنقيطي حققه وأتم شرحه محمد عبدالقادر الفاضلي - المكتبة العصرية صيدا بيروت. وكذا شرح المعلقات السبع للإمام عبدالله الحسن بن أحمد الزوزني تحقيق الفاضلي. المكتبة العصرية.
Shafi 33