للحسن ابن رسول الله (ص) وقد بايعه المسلمون في آفاق الارض بما فيهم صحابة الرسول وأهل بيته وخاصته وجميع المعنيين باسلاميتهم : « اني اكبر منك سنا واقدم منك وأطول منك ..!! ».
وهل تجد في دنيا الحجاج ، أبلغ من هذا المنطق في اعلان العجز عن الحجة؟.
وكاتبة ثانية ، ولكنه حاول في هذه المرة ، التهديد بالاغتيال والاغراء بالاقوال ، وكأنه عرف الحسن على غير حقيقته ، فاسف الى مثل هذا الاسلوب المبتذل الذي لا يخاطب به مثله ، قال :
« اما بعد ، فان الله يفعل في عباده ما يشاء. لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب ، فاحذر ان تكون منيتك على أيدي رعاع من الناس ، وايأس من أن تجد فينا غميزة!! ثم الخلافة لك من بعدي ، فأنت أولى الناس بها والسلام (1)».
وكان جوابه الاخير الذي جبه رسولي الحسن اليه ، وهما جندب بن عبد الله الازدي والحرث بن سويد التيمي أنه قال لهما : « ارجعا فليس بيني وبينكم الا السيف! (2)».
وهكذا ابتدأ معاوية العدوان ، وخرج عامدا على طاعة الخليفة المفروضة طاعته عليه ، الخليفة الذي لم يخالف على بيعته أحد من المسلمين غيره وغير جماعته من جند الشام الذين صقل قرائحهم على الخلاف ، ورباهم على رأيه ، وحبسهم عن الاختلاط بغيرهم ، فكانوا حقا ، كما وصفهم صعصعة بن صوحان العبدي حين سأله معاوية عنهم فقال : « أطوع الناس لمخلوق وأعصاهم للخالق ، عصاة الجبار وحلفة الاشرار (3)».
Shafi 88