ثم عانق خالته، ومضى بها إلى مقعد وثير فأجلسها وهو يقول: كنا في سيرتك يا خالتي؛ فقد قر رأينا على أن ندعوك للإقامة معنا؟!
فابتسمت عائشة قائلة: أما هذا فلا، سأزوركم كل يوم فتكون فرصة للفسحة ، ما أحوجني إلى الحركة.
فقال عبد المنعم بصراحته المعهودة: نعومة قالت لي إنك لا تحتملين المكوث هنا خشية أن تطاردك الذكريات. إن الذكريات الحزينة لا تطارد المؤمن، وذلك أمر الله، وقد مضى منذ عهد بعيد، ونحن أولادك فقد عوضك الله!
هذا الشاب طيب صريح ولكنه لا يبالي أين يقع كلامه من القلوب الجريحة. - طبعا يا عبد المنعم، ولكني مرتاحة في بيتي، هذا أفضل ..
وإذا بخديجة وإبراهيم وأحمد يدخلون، فيصافحونها، ثم تقول خديجة لعائشة: لو عرفت أن هذا الذي يعيدك إلى زيارتنا لزوجتهما قبل البلوغ!
فضحكت عائشة، وقالت تذكر خديجة بالماضي البعيد: المطبخ واحد، أم تطالب العروس بالاستقلال من حماتها؟
فضحكت خديجة وإبراهيم معا، وقالت خديجة بلهجة لم تخل من معنى: العروس كأمها لا تعنى بالسفاسف!
وقال إبراهيم ليفسر لابنيه ما غمض من تلميح عائشة: بدأت المعارك بين أمكما وأمي بسبب مشكلة المطبخ الذي كانت أمي تستقل به، ومطالبة أمكما بالاستقلال المطبخي ..
فقال العريس متعجبا: كنت تتعاركين يا نينة بسبب المطبخ!
فقال أحمد ضاحكا: وهل من سبب للمعارك التي تدور بين الأمم إلا هذا المطبخ؟!
Shafi da ba'a sani ba