155

فقال أحمد ساخرا: ستخوض لحاهم في الصحاف، وتكون معركة، وخالي كمال هل يحب الإخوان؟

فقال كمال باسما: أحب منهم واحدا على الأقل!

والتفتت سوسن إلى العروس الصامتة وسألتها بمودة: وما رأي كريمة في لحية زوجها؟

فدارت كريمة ضحكة خفيفة بحني رأسها المتوج ولم تتكلم، فأجابت عنها زنوبة قائلة: قليل من الشبان من هم في تدين عبد المنعم ..

فقالت خديجة: يعجبني تدينه، هذا خلق في دم أسرتنا، ولكن لا تعجبني لحيته ..

فقال إبراهيم شوكت ضاحكا: أعترف بأن ابني - المؤمن والمارق على السواء - مجنونان!

فضحك ياسين ضحكته العظيمة وقال: الجنون خلق في دم أسرتنا أيضا!

فحدجته خديجة بنظرة احتجاج فعالجها قائلا قبل أن تنبس: أعني أنني مجنون، وأظن كمال أيضا مجنون، وإن شئت فأنا المجنون وحدي! - هذا هو الحق دون زيادة. - وهل من العقل أن يقضي إنسان على نفسه بالعزوبة؛ ليتفرغ للقراءة والكتابة؟ - سيتزوج عاجلا أو آجلا ويكون سيد العقلاء.

فسأل رضوان عمه كمال قائلا: لم لا تتزوج يا عمي؟ أريد أن أقف على الأقل على وجه اعتراضك لأدافع به عن نفسي حين الضرورة!

فقال له ياسين: أتنوي الإضراب عن الزواج؟ لن أسمح بهذا ما حييت، ولكن انتظر حتى تعودوا إلى الحكم ثم تزوج زواجا سياسيا رائعا!

Shafi da ba'a sani ba