وإذا بإبراهيم شوكت يخاطب رضوان قائلا: وأنت يا رضوان كيف حالك مع محمد أفندي حسن؟
فقال ياسين مصححا: محمد أفندي زفت!
وأجاب رضوان حانقا: إنه ينعم الآن بثروة جدي التي آلت إلى أمي!
وقال ياسين محتجا: ميراث لا يستهان به، وكلما قصدها رضوان في معونة للترفيه أو خلافه تصدى له الصفيق وناقشه الحساب!
فقالت خديجة مخاطبة رضوان: إنها لم تنجب غيرك، وخير لها أن تمتعك بمالها في حياتها ..
ثم مستدركة: وقد آن لك أن تتزوج، أليس كذلك؟
فضحك رضوان ضحكة فاترة ثم قال: عندما يتزوج عمي كمال! - لقد يئست من عمك كمال، ولكن لا ينبغي أن تقلده ..
وأصغى كمال لما يدور حوله بامتعاض وإن لم يبد أثره في وجهه. لقد يئست منه ويئس هو من نفسه. وكان قد انقطع عن المرور بشارع ابن زيدون معلنا بذلك عن شعوره بذنبه، غير أنه كان يقف عند طرف المحطة ليراها في شرفتها من حيث لا تراه، لم يستطع أن يقاوم رغبته في رؤيتها، ولا أن ينكر حبه لها، أو يتجاهل نفوره وجفوله من فكرة التزوج منها! حتى قال له رياض: إنك مريض وتأبى أن تبرأ!
وسأل أحمد شوكت رضوان بلهجة ذات معنى: أكان محمد حسن يناقشك الحساب لو كان السعديون في الحكم؟
فضحك رضوان ضحكة حانقة وقال: إنه ليس الوحيد الذي يناقشني الحساب اليوم، ولكن صبرا إن هي إلا أيام أو أسابيع.
Shafi da ba'a sani ba