Zababbun Shafukan Waƙoƙi
صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان
Nau'ikan
لأعلنن أصلي في هذا المكان الخصب عرفته أمك وأقامت به، ولأثبتن ما بيني وبينها من صلة ذاكرة ما ألم بها من خطب وما لقيت من شقاء، لأملأن نفس ساكنه دهشا وإنكارا، ولكنه إن أصغى إلي واستمع لي لا بد مقتنع بصحة ما أقول.
رب كاهن في هذه الغابة قد أثرت فيه شكاتي المحزنة، فخيل إليه أنه يسمع صوت تلك الزوج النكدة زوج الخائن
2
تيرايوس وصوت فيلوميلا يتبعها البازي.
لقد طردت هذه الزوج من تلك الرياض والعيون التي ألفتها واطمأنت إليها؛ فهي تتنهد تنهدات ملؤها الحسرة، وتبكي آخرة ابنها الذي تقدم ملاطفا أمه فلقي الموت الذعاف بين ذراعيها.
كذلك استعير هذا الغناء المحزن - غناء البونيين - أنا التي نشأت على شواطئ النيل، أخمس خدي لأسيلين، وصدري تحتبس فيه الزفرات، وأقطع شعوري حزنا وولها. ولقد لجأت إلى هذا المكان مفارقة على كره هذا الإقليم الصافي - إقليم النيل - ولست آمن مع ذلك أولئك الذين يحنقهم هربي.
أيها الآلهة الذين منحونا الوجود! اسمعوا لنا، وأقروا العدل في نصابه! لا تأذنوا أن يكون هذا الزواج الذي تكرهه القوانين، إنكم لتكرهون الظلم فلا تقدروا لي إلا زواجا مباحا، أليس يجد الضعيف الذي أذلته الحرب وتبعته شرورها، مأوى إلى هذه المائدة المقدسة يحميها جلال الآلهة!
أي ذوس! لتكن إرادتك، ولتظهر للناس أن إرادة ذوس لغامضة لا تستكنها البصائر النافذة. إنها لتضيء كل شيء حتى الظلمة الحالكة. ولكن ما قدر للناس يحيط به الخفاء دائما.
إن ما قدره ذوس لنافذ لا يدركه الفشل، وإن المسالك المتعرجة الخفية التي تسلكها قدرته المنتهية كلها إلى الغاية.
إنه ليرى من أعلى أسواره السماوية مواضع المجرمين الفجرة، فيرميهم بصاعقته. لن يترك القوة تطغى ممانعة للآلهة من غير أن ينكل بها وينالها بالعقاب؛ يسهر على هذا كله، علمه الذي لا يعدله علم في قصره المقدس.
Shafi da ba'a sani ba