Suhba da Sahabai
الصحبة والصحابة
Nau'ikan
الأثر الثامن والعشرون: أثر محمد بن كعب القرظي
أخرج أبو الشيخ وابن عساكر عن محمد بن كعب القرظي -عندما سأله حميد بن زياد عن الصحابة والفتن- فقال: غفر الله لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأوجب لهم الجنة في كتابه محسنهم ومسيئهم، فقلت: في أي موضع أوجب الله لهم الجنة في كتابه؟ فقال: ألا تقرأ قول الله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}، أوجب لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الجنة والرضوان، وشرط على التابعين شرطا لم يشرطه على غيرهم.
قلت: وما اشترط عليهم؟
قال: اشترط عليهم أن يتبعوهم بإحسان يقتدون بهم في أعمالهم الحسنة ولا يقتدون بهم في غير ذلك.
قال حميد بن زياد: فكأني لم أقرأ قبل ذلك وما عرفت تفسيرها حتى قرأها علي محمد بن كعبأه.
قلت: وهذا -إن صح- يؤكد أن فهم الصحبة عند التابعين كانت مقتصرا على المهاجرين والأنصار فعندما يقول محمد بن كعب: (غفر الله لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأوجب لهم الجنة) ثم يذكر الآية في المهاجرين والأنصار دليل على أنه يقصد بالصحابة المهاجرين والأنصار فقط، وهذا واضح بقليل من التأمل.
لكن لما تقادم الزمان وكثرت الخصومات وجدنا في العلماء من يعد قول محمد هذا عاما في (كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم) ويغفل عن استدلاله بالآية الكريمة المقتصرة على المهاجرين والأنصار بل على السابقين منهم على قول من جعل (من) تبعيضية وهكذا وردت آثار عن التابعين في مدح الصحابة فورد عن الحسن البصري وقتادة وعطاء وغيرهم.
Shafi 167