Sufiyya: Nash'ata da Tarihinta
الصوفية: نشأتها وتاريخها
Nau'ikan
94
لعب نموذج السلطة السياسية للجزولي، المعتمد على الاتحاد ما بين الأولياء الصوفيين والسلاطين الذين كانوا من «الأشراف» (أي من نسل النبي محمد)؛ دورا أساسيا في إضفاء الشرعية على السلالة السعدية (1509-1659) التي حلت محل الدولة الوطاسية.
95
وعلى غرار الدولة العثمانية والدولة الصفوية في الوقت نفسه، تمكنت الدولة السعدية من السيطرة على سكان الحدود القبليين الواقعين تحت إمرتها لدرجة غير مسبوقة؛ فقد كان رجال مثل الجزولي مساعدين مهمين في تكوين ما سيصبح في نهاية المطاف الدولة القومية المغربية، من خلال الحصول على ولاء القبليين ورفع مكانة مواقع الزيارة الصوفية في الأراضي السعدية (مقارنة بتلك الموجودة في مصر وشبه الجزيرة العربية). وبحلول القرن السادس عشر، أصبح صوفيو شمال أفريقيا يمتلكون قدرا بالغا من الوعي الذاتي بنفوذهم السياسي كورثة للنبي محمد، لدرجة أنهم كانوا يشيرون إلى أنفسهم علنا بلقب «أقطاب الدولة»، وهو مصطلح يدمج بين المصطلحات الصوفية والمصطلحات السياسية.
96
وكون الجزولي وخلفاؤه فكرة أن الصوفي هو «البديل» الذي يمتلك السلطة شرعيا في غياب النبي محمد؛ ومن ثم حصلوا لأنفسهم على مكانة مهمة، ليس فقط في البلاط الملكي، لكن أيضا في المجتمعات الريفية في شمال أفريقيا.
وعلى غرار السلالة الصفوية في إيران في الفترة نفسها؛ فقد استعملت السلالة السعدية عند صعودها إلى السلطة التوقعات الألفية الخاصة بالفترة، واعتمدت على الموضوعات الأخروية الموجودة في كتابات الجزولي بصفة خاصة. وكما هو الحال في المناطق الأخرى؛ فقد شهدت العقود القريبة من بداية الألفية الإسلامية في عام 1591 هموما ألفية في المغرب، سعى كل من الصوفيين والسلاطين إلى توجيهها لخدمة مزاعمهم بأنهم المخلصون الذين سيؤدون إلى سعادة العالم.
97
وصيغت شرعية السعديين الأوائل في هذا الإطار تحديدا؛ فقد اعتمد اسم الدولة السعدية (أي الدولة المخلصة) على فكرة «السعادة» (أي النعمة والخلاص) في تعاليم الجزولي، وتضمن الوعد الألفي المتمثل في تكوين مجتمع إسلامي مثالي يقوم على طرد البرتغاليين الكفار، والحكم المشترك للسلالة المنحدرة من نسل النبي محمد والأقطاب الأولياء أتباع الجزولي.
98
Shafi da ba'a sani ba