وأنحاء التبكيت هما نحوان: أحدهما من القول، والآخر خارجا عن القول. وأقسام النحو الكائن عن القول التى عنها تكون الشبهة عددها ستة، وهى هذه: أحدها الاتفاق فى الاسم، والمراء، والتركيب، والقسمة، والتعجيم، وشكل القول. وتحقيق ذلك يكون بالاستقراء والقياس. وهذا يكون إذا أخذ شيئا ما أخذا مختلفا وواحدا بعينه فى الأسماء والكلم فلم تكن دلالته واحدة بعينها. — والمثال على الألفاظ التى هى أسماء متفقة هو كقولنا: «هؤلاء يتعلمون»، «هؤلاء يعلمون». وذلك أن التى يلفظ بها هى التى يتعلمها النحويون، فإن لفظة «يتعلمون» اسم مشترك يدل على أنا نفهم ونعرف عند استعمال العلم ويدل على اقتباس العلم. وأيضا أن الشرور خيرات، والأمور الواجبة خيرات. والشرور تكون واجبة. وذلك أن الواجب يقال على جهتين: أحدهما الضرورى الذى يعرض على أكثر الأمر وعلى الشرور، لأن بعض الشرور ضرورى. وقد نقول فى الخيرات إنها واجبة. وأيضا الشىء الواحد بعينه معا: قاعدا وقائما، ومريضا وصحيحا. وذلك أن الذى كان قائما يقوم والذى كان صحيحا هو صحيح، والقائم هو الذى كان قاعدا، والصحيح هو الذى كان مريضا، وذلك أن قولنا: «مريض»: فاعلا كان أو منفعلا، ليس يدل على شىء واحد، لكنه يدل أحيانا على الذى هو مريض، وأحيانا على الذى كان فيما مضى مريضا، لكن المريض والذى كان مريضا هو الآن صحيح، والصحيح ليس هو المريض، بل الذى كان مريضا، لا فى هذا الوقت، لكن فيما سلف.
Shafi 757