بسبب ما تقدم وصفنا له من الأشياء المشهورة جدا. وهذا هو من فعل الرجل الجدلى خاصة والامتحانية. ولأنه قد ينضاف إلى ما يستعد مما يتجابه نحو هذه بسبب التقارب بينهما، الصناعة السوفسطائية من قبل أن الممكن عندها ليس إنما هو الامتحان الجدلى فقط، بل كما يفعل العالم. فلذلك لم يقتصر على أن يجعل فعل الصناعة هو ما ذكرناه فقط، وهو ما لها من إمكان أخذ القول، بل وعلى أنا إذا تخيرناه حفظنا الموضوع باشتراك الاسم، كما يفعل فى الأشياء المشهورة جدا. وقد قلنا ما العلة فى ذلك. ولهذا السبب كان سقراط يسأل كل أحد، إلا أنه كان لا يجيب؛ وذلك لأنه كان يعترف بأنه لا يحسن. وقد علم مما ذكرناه فيما تقدم ما غايات هذه الصناعة، وكم شىء تكون، وأرشدنا إلى المواضع التى تحصل لنا بها الغزارة فى هذه الأشياء. وذكرنا مع ذلك أيضا كيف نسأل، وكيف نرتب سائر المسائل، وكذلك تكلمنا فى الجواب وفى وجوه نقض هذه القياسات. وقد يعلم مما ذكرناه سائر الأشياء الأخر الموجودة للصناعة الكلامية نفسها، وما عملناه على ذلك فى سوء القياس كما قلنا فيما مضى.
Shafi 1010