Sufism - Origin and Sources
التصوف - المنشأ والمصادر
Mai Buga Littafi
إدارة ترجمان السنة
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
Inda aka buga
لاهور - باكستان
Nau'ikan
هذا وصف بعضهم لهم، حتى قال عيينة بن حصن للنبي ﷺ: إنه ليؤذيني هؤلاء أما يؤذيك ريحهم؟.
ثم الصوف لباس الأنبياء، وزي الأولياء.
وقال أبو موسى الأشعري عن النبي ﷺ: (إنه مرَّ بالصخرة من الروحاء سبعون نبيا حفاة عليهم العباء يؤمون البيت العتيق).
وقال الحسن البصري: كان عيسى ﵇ يلبس الشعر، ويأكل من الشجرة، ويبيت حيث أمسى.
وقال أبو موسى: كان النبي ﷺ يلبس الصوف، ويركب الحمار، ويأتي مدعاة الضعيف.
وقال الحسن البصري: لقد أدركت سبعين بدريًا ما كان لباسهم إلا الصوف.
فلما كانت هذه الطائفة بصفة أهل الصفة فيما ذكرنا، ولبسهم وزيهم زي أهلها، سموا صُفية وصوفية.
ومن نسبهم إلى إلى الصفة والصف الأول فإنه عبر عن أسرارهم وبواطنهم، وذلك أن من ترك الدنيا وزهد فيها وأعرض عنها، صفَّى الله سره، ونور قلبه.
قال النبي ﷺ: (إذا دخل النور في القلب انشرح وانفسح)، قيل: وما علامة ذلك يا رسول الله؟ قال: (التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزوله).
فأخبر النبي ﷺ أن من تجافى عن الدنيا نور الله قلبه.
وقال حارثة حين سأله النبي ﷺ: ما حقيقة إيمانك؟ قال: عزفت بنفسي عن الدنيا، فأظمأت نهاري، وأسهرت ليلي، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون، وإلى أهل النار يتعادون.
فأخبر أنه لما عزف عن الدنيا نور الله قلبه، فكان ما غاب عنه بمنزلة ما يشاهده. وقال النبي ﷺ: (من أحب أن ينظر إلى عبد نور الله قلبه فلينظر إلى حارثة، فأخبر أنه منوّر القلب.
وسميت هذه الطائفة نورية لهذه الأوصاف.
وهذا أيضا من أوصاف أهل الصفة، قال الله تعالى: ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾.
1 / 22