Sudan
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
Nau'ikan
مصر دولة ذات سيادة، وهي حرة مستقلة ملكها لا يجزأ ولا ينزل عن شيء منه، وحكومتها ملكية وراثية، وشكلها نيابي.
المادة 159:
تجري أحكام هذا الدستور على المملكة المصرية بدون أن يخل ذلك - مطلقا - بما لمصر من الحقوق في السودان.
الفصل الثامن عشر
حوادث السودان سنة 1924
زاد اهتمام الرأي العام المصري بأمر السودان في سنة 1924 لمناسبة دعوة الحكومة البريطانية «وزارة ماكدونالد والعمال» لوزارة المغفور له الزعيم الخالد سعد زغلول باشا سنة 1924 للمفاوضة، وقد كثر تحدث البرلمان والصحف والجمهور عن السودان، وتألفت في البرلمان لجنة للسودان برياسة حضرة صاحب العزة أحمد حمدي سيف النصر بك، وشعرت مصر لأول مرة بأنها تحيا حياة حرة مستقلة، وأن أمرها بيدها، وكان لهذا صداه في السودان؛ إذ نشطت جمعية اللواء الأبيض، ثم جمعية الاتحاد السوداني، وتألفت المظاهرات وهتفت بحياة سعد، وهو ما رآه السودان لأول مرة بعد سكون عميق فيما مضى.
وقلقت الحكومة السودانية لهذه الظواهر، وخشيت اضطراب الأمن، وزاد في عمق الحوادث، فشل مفاوضات سعد - ما كدونالد، ثم مقتل السردار سيرلي ستاك، وترتب على ذلك إلغاء المدرسة الحربية بالسودان وسحب الجيش المصري وتأليف قوة الدفاع عن السودان، وإجراءات أخرى ما زالت قائمة إلى اليوم.
وقد أصبح في عنق المؤرخ الصادق أن يدون هذه الأحداث بقدر ما وصل إليه جهده وفي طوق كتابه؛ ولهذا ندون الحوادث فيما يلي: (1) السودان ومعرض ومبلي
في سنة 1924 أقيم في ومبلي بإنجلترا معرض عظيم. وتقرر اشتراك السودان فيه، وكان المغفور له سعد زغلول باشا رئيسا للوزارة، فأرسل إلى السير لي ستاك الحاكم العام للسودان البرقية التالية:
وصل إلى علمي أن السودان سيمثل رسميا في معرض الإمبراطورية البريطانية الذي سيفتتح قريبا في ومبلي، أرجو إفادتي على أي قاعدة دعي السودان للاشتراك في هذا المعرض الخاص بالمستعمرات، وكيف قبلتم أن تشتركوا فيه من غير إذن الحكومة المصرية!!
Shafi da ba'a sani ba