Sudan
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
Nau'ikan
كذلك كشف الماس في ولاية الأورنج فنزح إليها الأوربيون أيضا. (3-5) سسل رودس
كان من بين من نزح إلى جنوبي أفريقية سسل رودس الإنكليزي، فإنه بعد أن أتم دراسته في أكسفورد ذهب يبحث عن الماس، وكان مصدورا فشفي، وأثرى إثراء عظيما، وصار رئيس وزراء مستعمرة الرأس، وأخذ ينشر فكرة الجامعة البريطانية التي تنطوي على إنشاء إمبراطورية أفريقية تمتد من الرأس إلى القاهرة، والسعي في تلوين معظم أفريقية باللون الأحمر الإنكليزي». وأنشأ عام 1889 «شركة أفريقية الجنوبية» على مثال شركة الهند، وتمكنت الشركة عام 1890 بمعاضدة الحكومة الإنكليزية من إنشاء مستعمرة في حوض نهر الزمبيزي سميت روديسيا «نسبة إلى رودس منشئها». (3-6) الإنكليز يضايقون بوير الترنسفال
إن استقلال البوير في جمهوريتهم ليتعارض ومشروع رودس، لذلك اعتزم رودس أن يقضى على ذلك الاستقلال، وشاركته الحكومة الإنكليزية في عزمه؛ ولذا نرى الإنكليز يستولون على الساحل الشرقي من الناتال إلى أفريقية الشرقية البرتغالية فيقطعون على الترنسفال الطريق إلى البحر، كذلك نرى «شركة أفريقية الجنوبية» تنشئ إقليم روديسيا فتقطع على الترنسفال طريق التوغل إلى الزمبيزي شمالا وتهددها كذلك.
أحاطت هذه المستعمرات الإنكليزية بالترنسفال والأورنج، وأدرك البوير ما ينتويه الإنكليز لهم، فرأى كروجر رئيس جمهورية الترنسفال ضرورة اتباع سياسة حازمة فعارض في المهاجرة إلى جمهوريته، ولما طلب الأجانب “Outlanders”
أن يسمح لهم بحق الانتخاب لينتخبوا من يرعى لهم مصالحهم أبى البوير عليهم ما أرادوا فاستنجد الأجانب بسسل رودس، وصادف هذا الاستنجاد هوى في نفسه، فبعث إليهم بحملة يقودها الدكتور جيمسن، فأسرها البوير في يناير سنة 1896، وسلموها لإنكلترا تسامحا وكرما كي تعاقبهم كما تشاء، فلم تعاقبهم، فاستيقن البوير أن إنكلترا تشارك رودس آراءه، ثم انتدبت إنكلترا لورد ألفرد ملنر حاكم الرأس ليفاوض البوير في السماح للأجانب بحق الانتخاب، فاجتمع ملنر بكروجر رئيس جمهورية الترنسفال وحضر الاجتماع رئيس جمهورية الأورنج بصفة غير رسمية، وأبى كروجر إباء شديدا أن يسمح للأجانب بحق الانتخاب، مستمسكا بأن «أفريقية للأفريقيين» أي للبوير. فنصح ملنر لحكومته بالحرب. (3-7) حرب البوير 1899-1902
نشبت الحرب بين الإنكليز والترنسفال وانضمت جمهورية الأورنج إلى شقيقتها، وأظهر البوير وهم لا يزيدون على 300000 استبسالا عجيبا في وجه أقوى دولة أوربية، وأغاروا على الناتال والرأس وحاصروا أهم مدنهما. وكان أهم قوادهم بوثا
Botha ، وكانت إنكلترا تستخف بادئ الأمر بالبوير، ولكنها لما رأت ظفرهم، جمعت من بلادها ومستعمراتها جيشا هائلا وأمرت عليه لورد روبرتس أعظم قوادها، ثم أمدته بلورد كتشنر، وبدأ الجيش الإنكليزي يكتسح بلاد البوير مخربا، وقام كتشنر يحتجز النساء والأطفال كرهائن في نقط عسكرية، ولسوء وسائل الصحة والتغذية كان يهلك منهم الألوف، فأكره البوير على الصلح إشفاقا على نسائهم وأطفالهم، وقد كانوا يستطيعون أن يداوموا القتال مدة أخرى.
وخسر الإنكليز في هذه الحرب نحو 200 مليون من الجنيهات ونحو ربع جيشهم، ومات سسل رودس «أو نابليون الرأس كما يسميه قومه» قبل أن يعقد الصلح بثلاثة أشهر ودفن في رودسيا، وتم الصلح بمعاهدة فرينيجنج
Vereeniging
في مايو 1902 على يد ملنر وزعماء البوير، وأهم شروطها: (1)
Shafi da ba'a sani ba