141

Hanyoyi da Hanyoyi

سبل ومناهج

Nau'ikan

فإلى الشباب أوجه هذا الحديث ليفيقوا من سبات تراخيهم.

قال رسكن: «إن أبدع الآثار الفنية إنما عملت في سن الشباب.» وقال آخر: «إن مصالح العالم هي - بعد الله - في أيدي الشبان، فحماسة الشباب هي التي تذلل الصعاب وقلما حازت أمة انتصارا بغير سواعد شبابها المتحمسين، الذين يندفعون كالتيار وتومض عزائمهم كالبرق في الليالي المدلهمة فتشق الطريق للصواعق.» وحسبنا قول طرفة عن نفسه:

إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني

عنيت فلم أكسل ولم أتبلد

قد يقول لي بعضهم: وأي رأس مال عندي لأعمل ما تطلبه مني؟

أما أنا فأجيبه: عندك يا حبيب القلب إرادتك وحماستك، أما سمعت قول المتنبي:

عجبت لمن له حد وقد

وينبو نبوة القصم الكهام

ألا ترى قامتك الممشوقة وساعدك المفتول؟ وإذا لم تصدقني فعليك بالمرآة. وبعد، فأي رأس مال كان لإديسون الذي أنار الدنيا، ووضع الزاوية العظمى في بناية أمريكا الصناعية؟ أما كان بائع صحف كهؤلاء الذين تراهم يطوفون الشوارع ويزعجون الناس بصراخهم ، ويسيحون في الطرقات منادين على جرائدهم ليبيعوها ويكسبوا قوتهم اليومي.

كان إديسون يبيع الجرائد في السكك الحديدية ويعمل في مختبره الكيماوي حين يفرغ من بيع المسافرين صحفه. وبينما كان يختبر مرة تعوج القطار، انكسرت قنينة حامض كبريتي وانبعثت منها رائحة كريهة، فلم يطق ذلك صاحب القطار فقذف بإديسون إلى الخارج بعد أن لكمه لكمة على أذنه، فأصمت من أسمع الناس الأغاني حيث شاءوا. ولكن ذلك الجبار لم ييأس وظل يكد ويجد حتى وصل إلى ما وصل، ولما سئل عن سر نجاحه أجاب: «إن سر نجاحي ينحصر في مبالغتي اجتناب المسكر والاعتدال في كل شيء ما عدا العمل.» أما أنت يا صاحبي فتريد أن تكون مثله وأنت تعاقر الخمرة وتقضي وقتك في اللهو.

Shafi da ba'a sani ba