أنه قيل للمتنبي قد شاع عنك من البخل في الآفاق ما قد صار سمرًا بين الرفاق، وأنت تمدح في شعرك الكرم وأهله، وتذم البخل وأهله، ألست أنت القائل:
ومن ينفقِ الساعات في جمعِ مِالهِ ... مخافةَ فقْر فالذي فعلَ الفقُر
ومعلوم أن البخل قبيح، ومنك أقبح؛ لأنك تتعاطى كبر النفس، وعلو الهمة، وطلب الملك، والبخل ينافي سائر ذلك. فقال: إن لبخلي سببًا، وذلك أني أذكر وقد وردت في صباي من الكوفة إلى بغداد، فأخذت خمسة دراهم في جانب منديلي، وخرجت أمشي في
1 / 82