٢٥٦ - وقال الشيخُ (١): اختلف قومٌ ببغدادَ من أهلِ العلمِ؛ فقال قومٌ: عثمانُ (٢) أفضلُ، وقال قومٌ: عليٌّ (٣) أفضلُ، فتحاكموا إليَّ فيه فسألوني عنه، فأمسكتُ، وقلتُ: الإمساكُ عنه خيرٌ، ثم لم أُرِدِ السكوتَ، وقلتُ: دَعْهُم يقولون فيَّ ما أحبُّوا، فدعوتُ الذي جاءني مُستفتيًا، وقلتُ: ارْجِعْ إليهم وقل: أبو الحسنِ يقولُ: عثمانُ بنُ عفَّانَ أفضلُ من عليِّ بنِ أبي طالبٍ باتِّفاقِ جماعةِ أصحابِ رسولِ اللهِ ﷺ، هذا قولُ أهلِ السنةِ، وهو أوَّلُ عَقْدٍ يُحَلُّ في الرَّفْضِ (٤) .
[٢٥٦] هذا النص ليس في "الملخص"، وقد رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٩/٥٠٩) عن السلمي، ونقله الذهبي في"السير" (١٦/٤٥٧) عن الدارقطني بتصرف.
(١) يعني الدارقطني.
(٢) تقدمت ترجمته في رقم (٢٥١) .
(٣) هو: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، ابن عم رسول الله ﷺ، وزوج ابنته فاطمة الزهراء ﵂، وأبو سبطيه الحسن والحسين. أمير المؤمنين، رابع الخلفاء الراشدين، من المبشرين، استشهد سنة أربعين.
ترجمته في: "الطبقات الكبرى" (٢/٣٣٧) و(٣/١٩) و(٦/١٢)، و"تهذيب الكمال" (٢٠/٤٧٢ الترجمة ٤٠٨٩) .
(٤) قال الذهبي في الموضع السابق من "سير أعلام النبلاء" عقب هذا الكلام: «قلت: ليس تفضيل علي برَفْض ولا هو ببدعة، بل قد ذهب إليه خَلقٌ من الصحابة والتابعين، فكلٌّ من عثمان وعلي ذو فضل وسابقة وجهاد، وهما متقاربان في العلم والجلالة، ولعلهما في الآخرة متساويان في الدرجة، وهما من سادة الشهداء ﵄، ولكن جمهور الأمة على ترجيح عثمان على الإمام علي، وإليه نذهب، والخَطْبُ في ذلك يسير، والأفضل منهما بلا شك أبو بكر وعمر، من خالف في ذا فهو شيعي جَلْدٌ، ومن أبغضَ الشيخين واعتقد صحة إمامتهما فهو رافضيٌّ مقيتٌ، ومن سبَّهما واعتقد أنهما ليسا بإمامي هدًى فهو من غُلاة الرافضة، أبعدهم الله» .