Sū' al-Khuluq
سوء الخلق
Mai Buga Littafi
درا بن خزيمة
Bugun
طبعة ثانية منقحة ومزيدة
Nau'ikan
"ائذنوا له فبئس ابن العشيرة"، أو "بئس أخو العسيرة".
فلما دخل ألان له الكلام، وفي رواية "فلما جلس تطلق النبي ﷺ في وجهه، وانبسط إليه، فقلت: يا رسول الله، قلت ما قلت، ثم ألنت له القول.
فقال: "أي عائشة، إن شر الناس منزلة عند الله من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه" ١.
فلقاء رسول الله ﷺ لهذا الرجل المعروف بالبذاء - من قبيل المداراة؛ لأنه لم يزد على أن لاقاه بوجه طلق، أو رفق به في الخطاب.
وقد سبق إلى ذهن عائشة ﵂ أن الذي بلغ أن يقال فيه "بئس ابن العشيرة" لا يستحق هذا اللقاء، ويجب أن يكون نصيبه قسوة الخطاب، وعبوس الجبين.
ولكن نظر رسول الله ﷺ أبعد مدى، وأناته أطول أمدا؛ فهو يريد تعليم الناس كيف يملكون ما في أنفسهم، فلا يظهر إلا في مكان أو زمان يليق فيه إظهاره.
ويريد تعليمهم أدبا من آداب الاجتماع، وهو رفق الإنسان بمن يقصد إلى زيارته في منزله، ولو كان شره في الناس فاشيا.
على أن إطلاقك جبينك لمثل هذا الزائر لا يمنعك من أن تشعر بطريق سائغ أنك غير راض عما يشيعه في الناس من أذى،
١ أخرجه البخاري في صحيحه ٧/٢ عن عائشة.
1 / 154