Sū' al-Khuluq
سوء الخلق
Mai Buga Littafi
درا بن خزيمة
Lambar Fassara
طبعة ثانية منقحة ومزيدة
Nau'ikan
ومما تحسن الإشارة إليه أن السخاء سخاءان؛ سخاوة نفس الرجل بما في يديه، وسخاوته عما في أيدي الناس.
وتركه ما في أيدي الناس أمحض في التكرم، وأبرأ من الدنس، وأنزه من العيب.
فإن هو جمعهما، فبذل وعف فقد استكمل الجود والكرم١.
٢٢ـ نسيان المعروف والإحسان إلى الناس:
وهذه مرتبة عالية، ومنزلة رفيعة، وهي أن تنسى ما يصدر منك من إحسان، حتى كأنه لم يصدر٢.
فمن أراد أن يرتقي في حسن الخلق فلينس ما قدم من إحسان ومعروف؛ حتى يسلم من المنة والترفع على الناس، ولأجل أن يتأهل لنيل مكارم أخرى أرفع وأرفع.
قال ابن المقفع: "إذا كانت لك عند أحد صنيعة، أو كان لك عليه طول - فالتمس إحياء ذلك بإماتته، وتعظيمه بالتصغير له، ولا تقتصرن في قلة المن به على أن تقول: لا أذكره، ولا أصغي بسمعي إلى من يذكره؛ فإن هذا قد يستحيي منه بعض من لا يوصف بعقل ولا كرم.
ولكن احذر أن يكون في مجالستك إياه، وما تكلمه به، أو تستعينه عليه، أو تجاريه فيه - شيء من الاستطالة؛ فإن الاستطالة تهدم الصنيعة، وتكدر المعروف"٣.
١ انظر: الأدب الصغير والأدب الكبير، ص١٤٤، وانظر: تفصيل الحديث عن السخاء في الهمة العالية للكاتب، ط٢ يصدر قريبا - إن شاء الله.
٢ انظر: مدارج السالكين٢/٣٢٨.
٣ الأدب الصغير والأدب الكبير، ص١٤١ـ ١٤٢.
1 / 115