من سلامة العرض، وراحة الجسد، واجتلاب والحمد.
وحد الحلم ضبط النفس عند هيجان الغضب.
وليس من شرط الحلم ألا يغضب الحليم، وإنما إذا ثار به الغضب عند هجوم دواعيه كف سورته بحزمه، وأطفأ ثائرته بحلمه١.
فإذا اتصف المرء بالحلم كثر محبوه، وقل شانئوه، وعلت منزلته، ووفرت كرامته.
هذا وستتضح بعض معالم الحلم في الفقرات الآتية إن شاء الله.
١٦ـ الإعراض عن الجاهلين:
فمن أعرض عن الجاهلين حمى عرضه، وأراح نفسه، وسلم من سماع ما يؤذيه.
قال ﷿ ﴿خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ﴾ [الأعراف: ١٩٩] .
فبالإعراض عن الجاهلين يحفظ الرجل على نفسه عزتها؛ إذ يرفعها عن الطائفة التي تلذ المهاترة والإقذاع.
قال بعض الشعراء:
إني لأعرض عن أشياء أسمعها ... حتى يقول رجال إن بي حمقا
أخشى جواب سفيه لا حياء له ... فسل وظن أناس أنه صدقا٢.
١ انظر: أدب الدنيا والدين، ص ٢٥٢، ٢٥٧.
٢ عيون الأخبار١/٢٨٤.