Studies in Sufism
دراسات في التصوف
Mai Buga Littafi
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Nau'ikan
وأخرجها للمؤمنين، وتزين بها رسول الله ﷺ وأصحابه وتلامذته الراشدون فيذكر ابن الملقن:
قال بعض المتصوفة: " دخلت على بشر في علته، فقلت: عظني.
فقال: إن في هذه الدار نملة، تجمع الحبّ في الصيف لتأكله في الشتاء، فلما كان يوما أخذت حبة في فمها، فجاء عصفور فأخذها، فلا ما جمعت أكلت، ولا ما أملت نالت " (١).
ونقل الكلاباذي عن أبي المغيث وهو يذكر مجاهدته، فيقول:
" كان لا يستند ولا ينام على جنبه، وكان يقوم الليل، وإذا غلبته عينه قعد، ووضع جبينه على ركبتيه فيغفو غفوة " (٢).
وهذا مع ذكر الرب تعالى المؤمنين في قوله: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ﴾ (٣).
وأما نجم الدين الكبري المتوفى ٦١٨هـ فقد كذب على عيسى ﵇ حيث قال:
" أنه كان نائما متوسدًا بلبنة، فهبّ من منامه فإذا اللعين عن رأسه، فقال له: ما جاء بك إليّ؟
فقال طمعت فيك، فقال: يا ملعون أنا روح الله كيف تطمع فيّ؟
قال: أنك أخذت قماشي فطمعت فيك، قال: وما ذاك القماش؟
قال: هذه اللبنة تحت رأسك، فرماها عيسى ﵇ حتى فارقه " (٤).
وذكر الطوسي عن ابن الكريني - وكان أستاذ الجنيد - أنه أصابته جنابة ليلة من الليالي، وكانت عليه مرقعة ثخينة غليظة، فجاء إلى الشط ليلة، وكان برد شديد، فخزنت نفسه على الدخول في الماء لشدة البرد، قال: فطرح نفسه في الماء مع المرقعة، ولم
_________
(١) طبقات الأولياء لأبن الملقن ص ١١٦ ط مكتبة الخانجي القاهرة ١٩٧٣م.
(٢) التعرف لمذهب أهل التصوف لأبي بكر الكلاباذي ص ١٧٥ ط مكتبة الكليات الأزهرية.
(٣) سورة آل عمران الآية ١٩١.
(٤) فوائح الجمال وفواتح الجلال لنجم الدين الكبرى ص ١٥ ط بتصحيح المستشرق الألماني الدكتور فريتزمائر ط ويسبادن ألمانيا ١٩٥٧م.
1 / 49