Studies in Sufism
دراسات في التصوف
Mai Buga Littafi
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Nau'ikan
فشققتها، فوجدتها حامضة قضيت وتركت الرمان، فرأيت رجلا مطروحا قد أجتمعت عليه الزنانير فقلت: السلام عليك، فقال: وعليك السلام يا إبراهيم، فقلت: كيف عرفتني؟ فقال: من عرف الله لم يخف عليه شيء وفقلت: أرى لك حالا مع الله تعالى، فلو سألته أن يحميك ويقيك من هذه الزنانير!! فقال: وأرى لك حالا مع الله تعالى، فلو سألته أن يحميك ويقيك من شهوة الرمان، فإن لذع (شهوة) الرمان يجد الإنسان ألمه في الآخرة. ولدغ عن الزنانير يجد ألمه في الدنيا ".
وقال السري رضي الله تعالى عنه: " إن نفسي تطالبني منذ ثلاثين سنة أو أربعين سنة أن أغمس جزرة في دبس فما أطعمتها "، فلما كان ترك الشهوات والتنعمات من شأن المريد ومن مقتضى حاله لزمه الوفاء به وكان عمله على خلافه نقضا وفسخا، كما تقدم.
قال جعفر بن نصير، رضي الله تعالى عنه: " دفع إليَّ الجنيد درهما وقال أشتر به التين الوزيري فاشتريته، فلما أفطر أخذ واحدة ووضعها في فمه ثم ألقاها، وبكى، وقال: أحمله!! فقلت له في ذلك، فقال: هتف بي هاتف أما أستحي شهوة تركتها من أجله ثم تعود إليها!
وقال عتبة الغلام لعبد الواحد بن زيد ﵄: إن فلانا يصف من قلبه منزلة ما أعرفها. قال: لأنك تأكل مع خبزك تمرا وهو لا يزيد على الخبز شيئا. فقلت: إن كنتُ تركتُ أكل التمر عرفتُ تلك المنزلة؟ قال: نعم وغيرها. فأخذ يبكي، فقال له بعض أصحابه: لا أبكى الله عينيك، أعلى التمر تبكي؟ فقال عبد الواحد: دعه فإن نفسه قد عرفت صدق عزمه في الترك، هو إذا ترك شيئا لم يعاود فيه أبدًا ".
وقال أحمد بن الجواري: " أشتهى أبو سليمان الداراني، رضي الله تعالى عنه، رغيفا حارًا بملح فجئت به إليه، فعض منه عضةً، ثم طرح الرغيف، وقال: عَجِلَت إلى شهوتي بعد إطالة جهدي وشقوتي، قد عزمت على التوبة فأقبلني، قال أحمد: " فما رأيته أكل الملح حتى لقي الله تعالى ".
قال أبو تراب النخشبي، ﵁: " ما تمنت نفسي شهوة من الشهوات إلا مرة واحدة تمنت خبزا وبيضا وأنا على سفر، فعدلت إلى قرية، فقام واحد وتعلق بي وقال: هذا كان مع اللصوص، فضربوني سبعين دِرِّة، ثم عرفني رجل منهم، فقال:
1 / 36