146

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

Mai Buga Littafi

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Nau'ikan

الشخص: أستغفر الله نعالى! وتاب من ذلك " (١). ومثل ذلك قال في أخلاقه بعد ما ذكر عن المتبولي أنه قال: " علمت من كان في ظهر آدم من السعداء حال كونهم ذرات، فلا يزيدون على ما علمت ولا شخصًا واحدا، وكذلك أطلعني الله تعالى على جميع ما يفعله كل عبد حين أرى أنفه فأعرف ما وقع فيه في الماضي، وما يقع فيه في المستقبل من خير وشر- ثم قال -: وقلت: وينبغي التسليم لكل من ادعى أن الله أطلعه على ذلك، لأنه ادعى ممكنًا " (٢). وابن عجيبة الحسني لم ير أن يتأخر عن الجماعة ترويجًا لهذا الباطل، فقال بعد ما نقل عن أبي بكر الشبلي أنه كان له تلميذ، فكساه رجل يومًا جبة، وكان على رأس الشبلي قلنسوة، فخطر على قلب التلميذ محبة القلنسوة ليجمعها مع الجبة، فكاشفه الشيخ فأزال له الجبة وجمعها مع القلنسوة، ورمى بهما في النار، وقال له: لا تبق في قلبك التفاتًا لغير الله - قال بعد ذكر هذه الحكاية -: وأنكر عليه بعض أهل الظاهر المتجمدون على ظاهر الشريعة جهلا بالمقصود، لأن أعمال الصوفية مبينة على العبادة القلبية (٣). فهكذا خالف القوم الشريعة، ونقضوها وعطّلوها، وهدموا قواعدها بدعوى الكشف والإلهام، فادعى بعض منهم بعدم التفريق بين النبي والولي من حيث الوحي والإلهام، وزاد بعضهم في غلوائه، فرجحوا الولاية على النبوة، وزعموا بعدم ختم نبوة محمد ﷺ وإتيان النبي (٤). وارتقى البعض الآخر إلى أن وصل إلى مرتبة الألوهية والربوبية، فقالوا في ذلك ما قالوا (٥). والجدير بالذكر أن جل إلهامات القوم وأكثر مكاشفاتهم ليست من الرب - عز اسمه

(١) انظر «الأخلاق المتبولية» للشعراني ج١ ص٤١١ - ٤١٢. (٢) «الأخلاق المتبولية» للشعراني ج١ ص١٢٤ ط القاهرة. (٣) «ايقاظ الهمم» لابن عجيبة ط مصطفى البابي الحلبي الطبعة الثالثة ١٤٠٢هـ. (٤) انظر كتابنا «التصوف: المنشأ والمصادر» الباب الثالث منه. (٥) انظر لذلك كتابنا «أولياء أم آلهة» الباب الأول.

1 / 153