Studies in Sufism
دراسات في التصوف
Mai Buga Littafi
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Nau'ikan
والضياء إلا الذين يحبون الجهل والظلام، لا يتمنون إلا الظلام الدامس، لأن النور يذهب بأبصارهم، ويقضي على رغباتهم وشهواتهم، وما أحسن ما قاله ابن الجوزي ردَّا على الصوفية في تركهم التشاغل بالعلم:
" أعلم أن أول تلبيس على الناس صدُّهم عن العلم، لأن العلم نور فإذا أطفأ مصابيحهم، خبطهم في الظلم كيف شاء ... وروي عن ضرار بن عمرو قال:
إنّ أقواما تركوا العلم ومجالسة أهل العلم، وأخذوا محاريب فصلوا وصاموا حتى يبس جلد أحدهم على عظمه، وخالفوا السنة فهلكوا، فو الله الذي لا إله غيره ما عمل عامل على جهل إلا كان ما يُفسد أكثر مما يصلح .... كما روي عن أبي الحسن بن سالم أنه قال:
جاء رجل إلى سهل بن عبد الله (التُّسْتَرِيُّ) وبيده محبرة وكتاب. فقال لسهل: جئت أن أكتب شيئًا ينفعني الله به. فقال: اكتب، إن استطعت أن تلقى الله وبيدك المحبرة والكتاب فافعل. قال: يا أبا محمد أفدني فائدة. فقال: الدنيا كلها جهل إلا ما كان علمًا، والعلم كله حجة إلا ما كان عملا، والعمل كله موقوف إلا ما كان منه على الكتاب والسنة، وتقوم السنة على التقوى. وعن سهل بن عبد الله أنه قال: احفظوا السواد على البياض، فما أحد ترك الظاهر إلا تزندق. وعن سهل بن عبد الله أنه قال:
احفظوا السواد على البياض، فما أحد ترك الظاهر إلا تزندق، وعن سهل بن عبد الله أنه قال:
ما من طريق إلى الله أفضل من العلم، فإن عدلت عن طريق العلم خطوة تهت في الظلام أربعين صباحًا ...
وروي عن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل أنه كان يرى المحابر بأيدي طلبة العلم فيقول: هذه سرج الإسلام، وكان هو يحمل المحبرة على كبر سنة، فقال له رجل: إلى متى يا أبا عبد الله؟ فقال: المحبرة إلى المقبرة (١).
(١) انظر «تلبيس إبليس» للإمام ابن الجوزي البغدادي المتوفى ٥٩٧هـ ص ٣١٠ وما بعد تحت عنوان «تلبيس إبليس على الصوفية في ترك تشاغلهم بالعلم»، ط دار القلم بيروت ١٤٠٣ هـ.
1 / 139