Studies in Sufism
دراسات في التصوف
Mai Buga Littafi
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Nau'ikan
لشخص مخصوص ولا لرجل معين، بل لكلِّ كشفه وإلهامه، والكل منهم نبي صغير، وله شرعته ومنهاجه، وارتقى البعض إلى الإلوهية والربوبية كما سنبين كل ذلك بالدليل والبرهان، وبوضع النقاط على الحروف، فسوغوا شرائع جديدة ومذاهب بديعة، ومسالك طريفة، ومشارب غريبة، ثم دونت هذه الشرائع وهذه المذاهب والمسالك والمشارب، وسكبت في قوالب مختلفة، وسميت بسلاسل وطرق في عرف التصوف.
فاخترع أهل كل سلسة قرآنًا لها بصورة مواجيد وترانيم، وقصائد وأناشيد وأوراد عجيبة، وأذكار مختلفة غريبة، وجعلوا السنة أحاديث المشايخ وقصصهم والأساطير المضحكة والحكايات المبكية، كما جعلوا صلواتهم الرقص والوجد وتحريك الرأس وتدويره آليًّا، وحجهم زيارة المشاهد والقبور والطواف حولها، وأكل ترابها والتمسح بجدرانها، وجعلوا صومهم ترك الطيبات، وتحريم ما أحل الله، والتجوع المحض طيلة شهور وأعوام، واعتكافهم الأنزواء في الخانقاهات والتكايا والربط والزوايا، والدخول في سراديب الأرض وكهوف الجبال وغيرانها، والسياحة التيه في الصحاري والبراري والقفار والمقابر، كما عكسوا مفهوم الزكاة وقلبوه، فجعلوها التسول والاستجداء والاسترزاق والاستعطاف، وجعلوا اليد السفلى خيرًا من اليد العليا، فأعرضوا عن العلم والعلماء، ولقنوا مريديهم ومن وقع في فخهم وحبائلهم بالاجتناب والإعراض عنه وعنهم كيلا يهرب صيدهم وينجو فريستهم من مخالب هؤلاء وأشواكهم بنور العلم وبصحبة العلماء، ولا يوجد في كتب الأولين منهم والآخرين، القديمين منهم والحديثين مخالفة أكثر من مخالفة العلم وأهله، وهذه وحدها كافية لمعرفة حقيقة التصوف والمتصوفة، فقالوا:
" العلم حجاب الله الأكبر " (١).
وفسره كبير مشايخ الصوفية في الهند نظام الدين الدهلوي المتوفى ٧٢٥هـ بقوله:
" إن العلم دون الحق، وكل ما هو دونه فهو يحجب عنه " (٢).
(١) «سيرة الأقطاب والأولياء» لمحمود بن المبارك علوي كرماني ص٥١٦ ط لاهور. (٢) انظر «سير الأولياء في أحوال ملفوظات مشايخ جشت» بالفارسية لمحمد بن مبارك العلي الكرماني المتوفى ٧٧٠هـ ط مركز تحقيقات فارسي إيران وباكستان لاهور، أيضا «تذكرة أولياء باك وهند» أردو للدكتور ظهور الحسن شارب ص ٨٤ ط لاهور باكستان.
1 / 127