115

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

Mai Buga Littafi

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Nau'ikan

وتجاوز أبو الحسن الخرقاني جميع الحدود وقال: " صارعت الله وصارعني، فغلب عليّ " (١). " لأني أقلّ من ربي سنتين " (٢). والعجب كل العجب على الصوفية الذين يسمون هذه الإهانات والهفوات شطحيات المشايخ ويتأولونها بتأويلات لا يقرّها العقل ولا النقل، ويخترعون لهم أعذارا لا تؤيدها الشريعة الإسلامية، ويقولون: لا إنكار عليهم في أقوالهم وأفعالهم لأنهم محفوظون عن الخطأ والزلل (٣). فدين الصوفية دين السخرية والاستهزاء، لا يخافون في ذلك لومة لائم، فنقلوا عن البسطامي أنه قال: " غبت في الجبروت، وخضت بحار الملكوت وحجب اللاهوت حتى وصلت إلى العرش فإذا هو خال، فألقيت نفسي عليه وقلت: سيدي، أين طلبك؟ فكشفت، فرأيت أني أنا، فأنا أنا (٤). وحكوا عنه أيضًا أنه قال: " ضربت خيمتي بإزاء العرش " (٥). وحكوا عن الشبلي أنه سئل: متى تستريح؟ فقال: إذا لم أر الله ذاكرًا (٦). كما نقلوا عن الخرقاني حكاية قالوا فيها: " نزل صوفي من الهواء يومًا وقال لأبي الحسن الخرقاني:

(١) شرح شطحيات لروزبهان بقلي شيرازي (فارس ص طهران ١٣٦٠ هـ). (٢) لمعات لفخر الدين العراقي ص ١٠٢ بتصحيح محمد خواجوي ط انتشارات مولى إيران ١٣٦٣هـ. (٣) أنظر لذلك كتابنا " التصوف: المنشأ والمصادر " ص ٢٠١ وما بعد. (٤) النور من كلمات أبي طيفور للسهلجي ص ١٦٤. (٥) شرح شطحيات لروزبهان ص ٨٦. (٦) شرح كلمات الصوفية لمحمود الغراب ص ٢٣٠.

1 / 122