Studies in Sufism
دراسات في التصوف
Mai Buga Littafi
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Nau'ikan
وتجاوز أبو الحسن الخرقاني جميع الحدود وقال:
" صارعت الله وصارعني، فغلب عليّ " (١).
" لأني أقلّ من ربي سنتين " (٢).
والعجب كل العجب على الصوفية الذين يسمون هذه الإهانات والهفوات شطحيات المشايخ ويتأولونها بتأويلات لا يقرّها العقل ولا النقل، ويخترعون لهم أعذارا لا تؤيدها الشريعة الإسلامية، ويقولون: لا إنكار عليهم في أقوالهم وأفعالهم لأنهم محفوظون عن الخطأ والزلل (٣).
فدين الصوفية دين السخرية والاستهزاء، لا يخافون في ذلك لومة لائم، فنقلوا عن البسطامي أنه قال:
" غبت في الجبروت، وخضت بحار الملكوت وحجب اللاهوت حتى وصلت إلى العرش فإذا هو خال، فألقيت نفسي عليه وقلت:
سيدي، أين طلبك؟
فكشفت، فرأيت أني أنا، فأنا أنا (٤).
وحكوا عنه أيضًا أنه قال:
" ضربت خيمتي بإزاء العرش " (٥).
وحكوا عن الشبلي أنه سئل: متى تستريح؟
فقال: إذا لم أر الله ذاكرًا (٦).
كما نقلوا عن الخرقاني حكاية قالوا فيها:
" نزل صوفي من الهواء يومًا وقال لأبي الحسن الخرقاني:
(١) شرح شطحيات لروزبهان بقلي شيرازي (فارس ص طهران ١٣٦٠ هـ). (٢) لمعات لفخر الدين العراقي ص ١٠٢ بتصحيح محمد خواجوي ط انتشارات مولى إيران ١٣٦٣هـ. (٣) أنظر لذلك كتابنا " التصوف: المنشأ والمصادر " ص ٢٠١ وما بعد. (٤) النور من كلمات أبي طيفور للسهلجي ص ١٦٤. (٥) شرح شطحيات لروزبهان ص ٨٦. (٦) شرح كلمات الصوفية لمحمود الغراب ص ٢٣٠.
1 / 122