Studies and Investigations of Abdul Aziz Al-Maimani
بحوث وتحقيقات عبد العزيز الميمني
Mai Buga Littafi
دار الغرب الإسلامي
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٩٩٥ م
Inda aka buga
بيروت - لبنان
Nau'ikan
بحوث وتحقيقات
تأليف
العلامة عبد العزيز الميمني
[الجزء الأول]
«مقالات - نقد وتعريف»
أعدها للنشر
محمد عزير شمس
تقديم
شاكر الفحام
مراجعة
محمد اليعلاوي
Shafi da ba'a sani ba
دَار الغرب الإسلامي
الطبعة الأولى
١٩٩٥ م
دَار الغرب الإسلامي
ص. ب: ٥٧٨٧ - ١١٣ بيروت
جَمِيع الْحُقُوق مَحْفُوظَة.
لَا يسمح بِإِعَادَة إصدار الْكتاب أَو تخزينه فِي نطاق إستعادة المعلومات أَو نَقله بِأَيّ شكل كَانَ أَو بِوَاسِطَة وَسَائِل إلكترونية أَو كهروستاتية، أَو أشرطة ممغنطة، أَو وَسَائِل ميكانيكية، أَو الاستنساخ الفوتوغرافي، أَو التسجيل وَغَيره دون إِذن خطي من الناشر.
1 / 2
بُحُوثٌ وتَحْقيقَات
[١]
1 / 3
تقديم
١
كان العلامة الأستاذ عبد العزيز الميمني الراجكوتي نسيج وحده في علوم العربية وآدابها. أحبَّ العربية أكرم حب، ووقف نفسه لدراستها وتدريسها، وقضى حياته يطوف في رياضها، فتذوق جناها الطب تذوق عارف خبير، وأدرك أسرارها وإعجازها، وسحره بيانها، فروّى نفسه من مَعنها العذب حتى تضلّع. وأعانته حافظة حية تسعفه وتستجيب له، فكان يدهش أقرانه وجلساءه بسعة روايته، وسرعة استحضار شواهده. سُئل مرة م تحفظ من أشعار العرب فقال: نحو مئة ألف بيت (١)، فذكّرنا بأولئك العلماء الرواة الأوائل. وأُولع بالقراءة ولوع الجاحظ وأضرابه، فكان الكتاب خدينه وإلفه، مما هيأ له الاطلاع الواسع على التراث العربي، فتحلّى كنوزه، وأحاط بنفائسه. وجذبته المخطوطات العربية ففتن بها، وتتبعها في مظانها في مكتبات الهند ومصر والشام والحجاز واصطنبول وأمثالها. قرأ منها ما قرأ، ونسح ما نسخ، ونقل إلى الجُزاز ما نقل، حتى غدا أعرف الناس بما تشتمل عليه خزائن المخطوطات من أعلام ونوادر، يقصُّ عليك من أنباء ما تفرق منها وتشتت، ليدني القصيّ، ويقرب البعيد. وقد يواتيه الحظ فيقوى على أن يردّ الجزء الضائع ليجمعه بأخيه (٢)، حتى غدا المرجع الثقة في الدلالة على المخطوطات: مواضعها وأوصافها. وفي النسخة المصورة لمذكرات الميمني المهداة إلى مكتبة المجمع بدمشق غيض من فيض مما اطلع عليه وعلّقه في رحلته الميمونة (١٩٣٥ - ١٩٣٦ م)
_________
(١) مجلة المجمع العلمي الهندي، المجلد العاشر، ص ٨.
(٢) شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف للعسكري / القسم الأول ص (٤) م- طبع مجمع اللغة العربية بدمشق.
1 / 7
التي نقّب فيها عن جلّ المكتبات في القاهرة والإسكندرية واصطنبول وحلب ودمشق والقدس وبغداد والنجف، فتسنّى له أن يكشف عن "الخبايا في الزوايا " (١).
ثم كان للأستاذ الميمني الباع الطويل في التحقيق، وقد خلّف في هذا الباب ثروة طائلة، تتجلى في المقالات الكثيرة، والرسائل والكتب التي حققها. وكتاب (سمط اللآلي) هو واسطة العقد والنموذج المختار لمقدرة الميمني ومنهجه في التحقيق. إنه يروعك بسعة علمه ومدى إحاطته وهو يخرج النصوص: شعرها ونثرها، وكأن المصادر العربية بين يديه، يستخرج منها ما يشاء، وتطالعك في تعليقاته الفوائد الكثيرة، والفرائد الغريبة: يدلك على ما وقع فيه الناسخ من تصحيف وتحريف، ويقوّم ما وهم فيه المؤلف، ويقرن الشقيق بالشقيق وإن تباعدا، ويرشدك إلى الينابيع: مخطوطها ومطوعها إن شئت للاستزادة والتوسع. وكل ذلك في عبارة رشيقة غاية في الإِيجاز. قد جعل ديدنه أن ينظم المعاني الكثيرة بالكلمات القليلة (٢).
وكان للميمني القدحُ الملَّى في التأليف. وقد تنوعت تآليفه تنوع غاياتها، فهي إما كشف عن غامض مجهل، أو جمع لمتفرق يصعب جمعه، أو تأليف مبتكر جديد يغني المكتبة العربية، ويفتح الأبواب لدراسات مبتكرة، صنيعه في كتابه العظيم: (أبو العلاء وما إليه).
وأسهل طريق لتطلع على مجمل نشاط العلامة الميمني أن تعود إلى مجلة المجمع العلمي الهندي بمجلديها العاشر والحادي عشر. وفي مقالة الأستاذ حمد الجاسر تعداد لأبرز ما ألف وحقّق (٣).
ورُزق الميمني ملكة التعبير، فأسلست له العربية قيادها، يصرفها كيف يشاء، فتميّز بأسلوبه المشرق العجب، يُمتع الناس بنصاعة بيانه، ورواء ديباجته، إنه
_________
(١) كنتُ نشرت جزاء من هذه المذكرات في مجلة معهد المخطوطات العربية- الكويت، المجلد ٢٩ / ج ١، ص ٦٧ - ١٢٥، وأرجو من الله العليّ القدير أن يمدني بعون منه لأتم نشر المذكرات.
(٢) مجلة معهد المخطوطات العربية، مج ٢٩ / ج ١، ص ٦٨ هـ (٣).
(٣) مجلة المجمع العلمي الهندي، المجلد العاشر، ص ٣٢ - ٣٥، وانظر مقالتي، ص ٤٩ - ٨٨.
1 / 8
ليذكّرك بأولئك البدعين من كُتّاب القرن الرابع الهجري.
وأهلته مواهبه الفذّة، وكفاياته الرفيعة، وسجاياه الحميدة المحببة أن يحتلَّ بين علماء عصره المحل الأرفع، فاحتفَوْا به واحتفلوا له، وأحاطوه بضروب التكريم والتبجيل.
وكانت الفجيعة بفقده، رحمة الله، بالغة، وقد عبَّر أصدقاؤه وتلاميذه ومقدرو فضله عن المكانة التي كان يتبؤؤها، والفراغ الذي خلّفه (١).
٢
وقد انتدب الأستاذ محمد عُزير شمس لجمع العزيز النادر من مقالات العلامة الميمني تقديرًا "لمكانة هذا المحقق الجليل في نفوس الباحثين والمشتغلين بتحقيق التراث ونشره". فتتبع من مقالات المينمي وبحوثه المتناثرة في المجلات ما وافى المنهج الذي اختطه لعمله، وتجنب كتب الميمني المعروفة المتداولة. وقد بذل ما بذل حتى استقامت له مجموعة "بحوث وتحقيقات" مما كتب الميمني في مختلف مراحل حياته، وجعلها في ثلاثة أقسام:
القسم الأول: يحتوي جملة من مقالات الميمني تتناول موضوعات مختلفة.
والقسم الثاني: يتضمن ما حرره الميمني من نقد وتعريف بمجموعة من الكتب.
والقسم الثالث: يتألف من جملة نصوص محققة، جلُّها رسائل نادرة.
وقد وفّق الأستاذ عُزير في مختاراته، وقرّب هذه النصوص المشتتة النادرة إلى القراء والباحثين، فجزاه الله خير الجزاء. وأرجو أن ينظر ناظر في طبع كتب الميمني النادرة مثل خلاصة السير للطبري، وإقليد الخزانة وأمثالهما، لتصبح آثار الشيخ
_________
(١) أجمعُ ما اطلعت عليه في هذا الباب المجلدان العاشر والحادي عشر من مجلة المجمع العلمي الهندي.
1 / 9
العلامة في متناول طالبيها.
ولعل من تمام القول أن أشكر للأستاذ الكريم الحبيب اللمسي تطوعه لنشر هذا الجزء من تراث الأستاذ الميمني يضعه بين أيدي الناشئة يفيدون منه ويترحمون خطاه، فيحيي ذكرى عالم كبير كان له شأنه وخطره في الدراسات العربية.
وللأستاذ الحبيب اللمسي أياد مشكورة تتمثل في حسن اختياره لما ينشر من كتب التراث، وفي عنايته العناية البالغة بنشر جملة صالحة من تراث المغرب العربي الذي كان عسير المنال، لا يظفر به طالبه في مشرقنا العربي، فقرّب البعيد وأدناه لمبتغيه من القراء.
آمل وأرجو أن تصدر الطبعة الثانية لهذه المجموعة، وقد مُسح عن وجهها ما علق به من هنات الطاعة، وأن يلحق بها جامعها ما ندَّ عنه في الجمع الأول من مقالات تأتلف ومنهجه الذي اختطه لعمله، وما لم يعثر عليه من دراسات وتحقيقات أشار إليها في مقدمته والله الموفق.
٢/ ٦/ ١٤١٥ هـ
٥/ ١١/ ١٩٩٤ م
الدكتور شاكر الفحام
1 / 10
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد، هذه مجموعة بحوث وتحقيقات نشرها العلامة عبد العزيز الميمني السلفي الراجكوتي (١٨٨٨ - ١٩٧٨) في المجلات العلمية المختلفة، ونشر بعضها بصورة مستقلة، أحببت أن أجمعها هنا لصعوبة الحصول على كثير منها، وشدة الاحتياج إليها نظرًا لمكانة هذا المحقق الجليل في نفوس الباحثين والمشتغلين بتحقيق التراث ونشره. ولم أُدخِل في هذه المجموعة تلك الكتب والمؤلفات التي طبعت مرارًا، وهي معروفة ومتوفرة (مثل: أبو العلاء وما إليه، وسمط اللآليء، وفهارسه، والطرائف الأدبية، وديوان سحيم، وديوان حميد، والفاضل، والوحشيات، والمنقوص والممدود، والتنبيهات على أغاليط الرواة) أو التي ينبغي إعادة طبعها مستقلة نظرًا لحجمها وضخامتها (وهي: ابن رشيق، وإقليد الخزانة، وخلاصة السير للطبري، والزهر الجني من رياض الميمني). وأما ما عداها من الرسائل الصغيرة المحققة أو المقالات والبحوث فهي مجموعة في هذين المجلدين، ولا يفوتها من آثاره المطبوعة شيء إن شاء الله.
وقد قسّمتُ هذه المجموعة ثلاثة أقسام:
القسم الأول: يحتوي على مقالات وبحوث كتبها في فترات مختلفة من حياته، ومنها مقالان نشرهما بالأردية في مجلات الهند، وأثبت هنا ترجمتها العربية، وألحقت بهذا القسم مقالًا بالإنجليزية حرره عن الميمني تلميذه البارّ الأستاذ السيد محمد يوسف. ولم أترجمه إلى العربية بسبب وجود مقال بالعربية في هذا الموضوع بقلم الميمني نفسه، فأغنى عن ترجمة المقال الثاني.
والقسم الثاني: يحتوي على نقد وتعريف لمجموعة من الكتب المطبوعة والمخطوطة، وتصحيحها، وتحقيق نسبتها إلى المؤلفين، ومقابلتها على نسخها
1 / 11
الخطية. ومن أهم ما في هذا القسم تعليقاته على "معجم الأدباء" و"لسان العرب" و"خزانة الأدب" ففيها تصحيحات كثيرة للمتن وفوائد علمية قلما توجد مجموعة في مكان. ويا ليته وُفِّق لتصحيح هذه المصادر والنظر فيها إلى نهايتها.
أما القسم الثالث: والأخير فيحتوي على نصوص محققة، وهي عبارة عن رسائل نادرة في مختلف الفنون حققها الميمني ونشرها مستقلة أو في بعض المجلات والمجاميع، وأضفتُ إليها ما جمعه من شعر ابن رشيق وابن شرف ومن زيادات شعر المتنبي وأبي العلاء المعري.
وعدد المقالات والرسائل في الأقسام الثلاثة يزيد على الخمسين، وبعضها مترجمة إلى العربية كما أشرت إلى ذلك. وهناك مقالات أخرى بالأردية نشرت في مجلات الهند لم أر حاجة إلى ترجمتها، لكونها مستفادة من كتاباته العربية، وخاصة ما يتعلق منها بابن رشيق وأبي العلاء المعري، وحقُّها أن تُنشر مجموعة في الهند وباكستان.
وقد التزمت بأن أذكر في هامش كل مقال المصدر الذي نقلتُ عنه رغبةً في التوثيق وتسهيلًا للرجوع إليه عند الحاجة، وفي نيتي أن أصنع الفهارس اللازمة في نهاية المجموعة إن شاء الله.
ولا أريد أن أتحدث هنا بتفصيل عن الصعوبات التي واجهتها في الحصول على هذه المقالات والبحوث والتحقيقات التي كانت مفرقة في مكتبات الهند وباكستان والبلاد العربية، ولم يكن لي حيلة في استخراجها من بطون المجلات والمجاميع إلَّا العكوف عليها وتصفحها والنظر فيها من أولها إلى آخرها. وهكذا تجمّع لديّ هذا القدر من المقالات العربية إلى جانب مجموعة لا بأس بها من المقالات الأردية.
بقي أن أشير إلى أن للميمني دراسات وتحقيقات أخرى ورد ذكرها في مؤلفاته، ولم تُنشر حتى الأن، ولم أعثر على مخطوطاتها مع كثرة البحث والتنقيب، وأرجو أن أحصل على بعضها في المستقبل إن شاء الله. وهي:
١ - معجم الأمثال السائرة والأيام الدائرة والبنين والبنات والأباء والأمهات والذوين والذوات. وقد ضاعت بطاقاته في حياته.
1 / 12
٢ - نظرة في النجوم من "اللزوم".
٣ - نظرة إلى ديوان شعرَي النعمان بن بشير وبكر الدلفي.
٤ - ديوان توبة بن الحميّر وليلى الأخيلية.
٥ - ديوان كعب بن زهير (برواية الأحول). كان دفعه للنشر إلى القسم الأدبي بدار الكتب في القاهرة، ولم ينشر بعد.
٦ - المستجاد من فعلات الأجداد، للتنوخي.
٧ - حاشية ابن برّي وابن ظفر الصقلّي على درة الغواص.
وقد كتبت دراسةً تفصيلية عن حياة العلامة عبد العزيز الميمني وجهوده في خدمة التراث، وأعددتُ فيها قائمة طويلة لمؤلفاته وآثاره، وعرفتُ بكل واحد منها. وسوف تُنشر قريبًا بإذن الله في كتاب مستقل، فاكتفيت هنا بالإشارة إليه.
وفي الختام أدعو الله أن يوفقنا لخدمة ديننا وتراثنا ولغتنا، إنه سميع مجيب.
محمد عُزَير شمس
1 / 13
القسم الأول مقالات
1 / 15
العاجز عبد العزيز الميمني (*)
أنا العاجز عبد العزيز بن الحاج عبد الكريم بن يعقوب (١) بن أباني (٢) الميمني، أصل آبائِنا من بلدة بردولي في مقاطعة جام نكَر من ولاية كاتهياوار (سواراشترا الحالية). نزع أبو جدي مع جدي، شابًّا إلى معسكر راجكوت، وكان الإنجليز اختاروا هذه الولاية الصغيرة لطيب مناخها وأسكنوا بعض عساكرهم، خارج راجكوت (صدر بازار) فتعاهد جد أبي مع الانجليز لتهيئة مؤن الحياة لعساكرهم، فرغبا في سكنى راجكوت، وأخذا يشتغلان بأعمالهم. إلى أن توفي جد أبي، ولم أدركه أنا. وأما جدي أنا فقد أدركت عصره، وكان بلغ من العمر نحو تسعين عامًا، وتوفي قبل نحو ٣٥ عامًا فيما أذكر. وخلف المرحوم من أعمامنا نحو عشرة، وكلهم كانوا من الجمال وطول القامة والقوة والصحة على درجة يغبطون عليها، وقد دعتهم رحمة الله بأسرهم، ولم يبق منهم إلا أبي (٣)، وهو اليوم في الثالث والتسعين من عمره، وكان يركب قبل عام على الدرّاجة وكان رافقني على دراجته نحو عشرة أميال. ومن سوء حظنا أنه سقط من الدراجة إذ كانت تتدرج إلى حدور، فاصطدم بعض أولاد فسقط على الأرض، وأصيب في عظم أحد الوركين ولزم الفراش وقد دعاني في هذه الأيام وأنا سائر إليه في الأيام المقبلة.
_________
(*) نشر في مجلة "الوعي" الباكستانية، العدد ٣١ (١٩٥٨).
(١) المتوالد عام ١٨١٥ والمتوفي سنة ١٩٠٠ م.
(٢) هو الشيخ عبد الله أباني (١٧٦٥ - ١٨٤٥).
(٣) الحاج عبد الكريم بن الشيخ يعقوب الميمني ولد عام ١٨٦٥ وتوفي ﵀ شهر يونيو ١٩٥٩ في بلدة راجكوت، الهند- وقال الشيخ عز الدين التنوخي معزيًّا:
كما عزوت أنني أعزّي ... عبد العزيز بالأب الأعز
من جاوز التسعين عامًا في الهدى ... عليه رحمة الإله أبدا
ورثت منه عمره العالي الأتم ... "ومن يشابه فما ظلم"
راجع مجلة المجمع العلمي الهندي (١٠: ٤٧٥).
1 / 17
وكان جدي زوّجني بنت عمتي الكبرى (١)، فولدت لي ستة من الأولاد، ثلاثة من الذكور (٢) وثلاثًا من الإناث (٣)، توفيت واحدة منهنَّ إلى رحمة الله (٤).
أما الميمنيون -قومنا- فيقال إن أصلنا كان من السند، دخلوا في حظيرة الإسلام على يد بعض المرشدين من الطريقة الجيلانية، ولعل ذلك في القرن التاسع، وغاية ما أعرف من أوليتهم أنهم كانوا جلوا من السند إلى كاتهياوار في أيام بعض الملوك المظفرية بأحمد أباد قبل امبراطور أكبر. ولكنهم لم يكونوا من العلم والتعليم في ثبت ولا نفي، لم نر فيهم ولا سمعنا بمن نبغ منهم في لسان ما من الألسنة، ولا يوجد عندهم دفاتر أو كتب يكونون قيّدوا فيها بعض ما مرَّ بهم، وبأوليتهم، غير بعض الكتب والدفاتر في الحسابات يوجد فيها بعض ما قيّدوه من مئة عام. والذين أعرفهم في عصر قريب من عصرنا ممن زاول بعض العلوم مولانا الأستاذ سليمان من جوناكره (٥) تتلمذ على يد السيد نذير حسين الدهلوي، ثم صديقنا المرحوم محمد بن إبراهيم الجوناكري، ثم الدهلوي، كان من كبار علماء الحديث، وله نحو خمسين كتابًا في الأردية.
ولعل أكثر العلماء يعرفون الشاه وليّ الله وولده الشاه. عبد العزيز ثم شاه إسماعيل الشهيد يعرفون بجنوحهم إلى طريقة السلف من دون التقيد بمذهب من المذاهب، ثم في زمن الثورة الهندية وبعدها زادت هذه الرغبة ونشا منهم شاه محمد إسحاق ثم تلميذه السيد نذير حسين الذي رأيته من سوء حظي ميتًا في الرابع عشر من عمري واشتركت في غسله (٦).
كان شاب من لكنو كشميري الأصل هو عبد الخالق الكاشميري، مال إلى الحديث، فارتحل إلى باروده (كَجرات) يتعلم الحديث على بعض الأساتذة هناك
_________
(١) اسمها زينب، توفيت رحمها الله عام ١٩٧٦ في كراتشي.
(٢) وهم: الأستاذ محمد محمود الميمني المولود عام ١٩١٦، محمد سعيد الميمني المولود عام ١٩٢٠ والدكتور محمد عمر الميمني المولود سنة ١٩٣٩.
(٣) وهن: زبيدة خاتون ولدت عام ١٩١٨، سكينه بانو ولدت ١٩٢٥ وصفية محمود ولدت عام ١٩٢٩.
(٤) سكينة بانو ماتت في الهند عام ١٩٤٩.
(٥) الشيخ سليمان المحدث، لم أطلع على أخباره للآن.
(٦) وكان ذلك يوم الاثنين لعشر ليال مضين من رجب سنة ١٣٢٠ هـ ببلدة دهلي.
1 / 18
فاشتغل عليه قليلًا، إذ أدرك شيخه اليوم المحتوم ولم يكن قضى حاجته من العلم، فأشار عليه بعض أصدقائه أن يرتحل إلى جوناكَره حيث يوجد مولانا سليمان المحدث الكبير فسار إليه. واشتغل برهة إذ أدركه ذلك اليوم فلم يبق له رغبة في المقام بها. إذ زاره بعض العسكريين المقيمين براجكوت ورغبوه أن يسير إليها فسار إليها. لما كان أبي نحو العشرين من عمره أخذ يتردد إليه، ويجلس في حلقاته، فتأثر بدعايته السلفية بحيث لما تزوج، وهو في ٢٢ من عمره عاهد الله أنه إن ولد له ولد، فإنه يخصصه لتعليم الدين، فولدت بعد عامين، فكنت بكر أولاده، ولما بلغت نحو ستة أو سبعة من الأعوام أرسلني بعد أن فرغت من القرآن وبعض مبادئ الأردية إلى جونكره حيث كانت توجد مدرسة تسمى مهاوت مدرسة، ونزلت عند عمي يوسف، وبقيت نحو ثلاثة أشهر، أتردد على هذه المدرسة، أذكر أني تعلمت فيها بعض "آمدنامه" وتعلمت خط الحروف الفارسية. ثم دعاني أبي إلى راجكوت فبقيت بها بعض أعوام، أدرس بعض الكتب الدينية بالأردية، إلى أن بلغت الثالث عشر من عمري إذ جاءه رجل من الوعاظ، حديث عهد بالإسلام، كان يدعى عبد الخالق فرفقني به والدي إلى دهلي لأتعلم هناك في صدر بازار ببعض مدارس أهل الحديث، وأذكر أنني وصلتها في آخر دسمبر سنة ١٩٥١، فبقيت هناك نحو ثلاثة أعوام أقرأ بعض علوم الصرف والنحو بالفارسية، وما كنت أتقنها، إذ دخل مدرستنا شاب كنت أذكر أني رأيته براجكوت فتقربت إليه فاستأنست به، وسألته عن مصيره إلى راجكوت فاعترف بذلك. وسألني عن مبلغ علمي، وكنت أتدارسه إذ ذلك فأخبرته بشرح الجامي والمشكاة، فتحير وقال أنا أهون منك شابًا لأني أريد أن أقرأ "بنج كنج" و"علم الصيغة" وما إلى ذلك وقال لي أنت أفضل منا وأرقى ثم سألني هل قرأت "الميزان" و"المنشعب" فأخبرته أني فرغت منهما قبل عامين فسألني عن اسمهما ووزنيهما ومعانيهما فلم أكد أن أجيبه جوابًا اعترفت بجهلي وعدم معرفتي بذلك، فعيرني أنك إذ لم تكن تعرف هاتين الصيغتين فلا أدري حاصلًا لك في الترقي إلى ما فوقها من الكتب الفخمة.
وأنا أرى كلمتَه هذه، نقطة الانتقال في حياتي العلمية، وذلك أنني بقيت في بعض زوايا المدرسة أفكر في شأني، وأنني غريب بدهلي عن الأبوين والوطن، وقد أضعت ثلاثة أعوام من دون أن أعرف الكلمة التي علمنيها الشيوخ، وقد وثقت تمام الثقة أن لن يحصل لي من هؤلاء الشيوخ كبير فائدة، وأني لن أستفيد في المستقبل
1 / 19
شيئًا، إلا إذا ما جعلت شيخي نفسي ولا أراجع أحدًا منهم، وأجعل حجي راية وأخطو إلى الإمام، ولن يتأتى ذلك إلا إذا ما فرغت عما أنا في صدده من جميع النواحي، فاذكر أنني انتخَبت "فصول أكبرى" (كتاب في الصرف كالشافية) وجمعت نحو ثلاثة شروح، كنت آخذ فصلًا أو بابًا من الفصول وكنت أفكر في معناه وتفسيره غاية التفكير، ثم أراجع هذه الشروح الفارسية، فإذا ما قضيت حاجتي منها أراجع هذا الباب بعضه في شافية ابن الحاجب بالعربية، وربما أزيد في ذلك بمراجعة بعض شروح الشافية أيضًا بحيث أنني كنت أرى نفسي عارفة بهذا الباب خاصة، فكنت بهذه الصورة أفرغ كل يوم من باب من الأبواب. ولعل كتابنا "فصول اكبرى" لا تزيد أبوابه ثلاثين فكأني بهذه الصورة فرغت من جميع كتب الصرف في ثلاثين يومًا ولا وقص ولا شطط ..
1 / 20
كتب أعجبتني (*)
لما جئتُ لأول مرة من "كاتهياوار" إلى مدينة "دهلي" بدأت أدرس الصرف والنحو على الطريقة التقليدية وكنت لا أعرف الفارسية والأردية، وقد ضيّعتُ ثلاث سنوات حتى وصلت إلى مرحلة "شرح الجامي [على الكافية] ". ثم وفقني الله الطريق السوي، وعرفت أني كنت أمشي على غير هُدىً، فتركت الطريقة التقليدية، ولم أكلّف الأساتذة إلا قليلًا، واعتمدت على جهودي الشخصية، ودرست هذه الكتب مع شروحها بإمعان النظر فيها:
في الصرف: شروح الشافية.
في النحو: شروح الألفية، والمفصل، والأشباه والنظائر، وبعض المتون الخطية، مثل لب الألباب للأسفرايني، وتسهيل الفوائد، وغير ذلك.
وبهذه الطريقة استرحتُ من نحو الفقهاء والمناطقة. وقد نفّرْتني من النحو بعض المسائل الخاطئة في "الكافية"، منها: "لا يضاف موصوف إلى صفته، ولا صفة إلى موصوفها، "وجامع الغربي" ونحوه شاذ"، والحقيفة أن اللغة العربية مليئة بمثل هذه الإضافات؛ وهناك بعض المسائل الأخرى التي فتحوا فيها باب التأويل، وأوقعوا طالب النحو في مشكلة الخصام والدفاع عن رأيٍ أو ضده، يبذل فيها جهوده بدون جدوى. هذه الأمور دفعتني إلى سوء الظن بهذه الكتب، فإن الطالب يقصد إصلاح لغته لا أن ينحاز إلى فريق دون فريق.
ثم أرشدتني دراسة "المفصل" و"كتاب" سيبويه إلى الأدب. والبحث عن
_________
(*) نشر هذا المقال بالأردية في مجلة "الندوة" الصادرة بلكنو، عدد نوفمبر ١٩٤١ م. ثم أدرج في كتاب "مشاهير أهل علم كي محسن كتابي" (ص ١٠٤ - ١٠٩) نقلًا عن المجلة. وقام بتعريبه محمد عزير شمس، وعلق عليه في مواضع.
1 / 21
الشواهد النحوية هداني إلى الدواوين وشروحها. ثم عرفت أني قد ضلِلْتُ الطريق في دراسة الأدب. يجب أن نحفظ أولًا مفردات اللغة. بل نحفظ قبل ذلك أبواب الثلاثي المجرد، وهذا من أصعب الأمور، لأن القياس لا يفيد شيئًا في هذه الأبواب؛ ثم نظرت في الكتب التالية وحفظتها من أجل معرفة المفردات اللغوية:
كفاية المتحفظ.
فقه اللغة للثعالبي.
الألفاظ الكتابية للهمذاني.
نظام الغريب ... وغير ذلك، ثم بعدها:
إصلاح المنطق.
تهذيب الألفاظ ... وغيرهما.
وقد حفظت في تلك الأيام المعلقات العشر وعدة قصائد أخرى تعدّ من أجود القصائد العربية وتبلغ في رتبتها مرتبة المعلقات، أما المجاميع الأدبية والدواوين الشعرية التي حفظت معظمها فهي:
ديوان المتنبي.
ديوان الحماسة (كلاهما كاملًا).
جمهرة أشعار العرب.
المفضليات.
نوادر أبي زيد.
الكامل للمبرد.
البيان والتبيين.
أدب الكاتب (مع شرحه "الاقتضاب").
كنت درست الحماسة وديوان المتنبي ومقامات الحريري وسقط الزند على الأستاذ المرحوم الشيخ نذير أحمد الدهلوي، ومن خصائصه أنه كان يترجم النصوص العربية إلى اللغة الأردية بأسلوب جميل يَجلّ عن الوصف، وكان قادرًا على نظم الشعر العربي بارعًا فيه، وأظن أن مقدرته الأدبية كانت موهبة من الله ولم تكن مَدينةَ للكتب، وكان متواضعًا معي إلى حد كبير، والأسف أنه كانت المفارقة بيني وبينه
1 / 22
بسبب بيت من أبيات "سقط الزند". توجد في "سقط الزند" ثلاثة أبيات (١):
وعلى الدهر من دماء الشهيديـ ... ـن عليٍّ ونَجلهِ شاهدانِ
فهما في أواخر الليل فجرا ... نِ وفي أوليَاتِه شَفَقَان
ثبتا فِي قميصه ليجيء الـ ... حشر مستعديًا إلى الرحمنِ
قرأ الشيخ نذير أحمد "ثبتًا" -على أنه مصدر- بدلًا من " ثبتا" (فعل ماضٍ، صيغة مثنى المذكر الغائب)، فقلت له: إذن يصير هذا البيت نثرًا، ثم بينت مرادي بتقطيع الشعر حسب قواعد العروض، فقال الشيخ:
شعر مي كويم به از آب حيات ... من ندانم فاعلاتن فاعلات
(أنا أقول الشعر أحسن من ماء الحياة، ولا أعرف فاعلاتن فاعلات)،
فقلت:
"ولكني أعرف "فاعلاتن فاعلات" هذه، فماذا أفعل"؟. حدثت هذه الواقعة سنة ١٩٠٦ - ١٩٠٧ م، ثم لم أذهب إليه، وإن كنت أتوقع من كرمه وتواضعه أنه لا يبخل عليَّ في إعطائي الفرصة للاستفادة منه.
ومما يدلّ على قدرة الشيخ نذير أحمد على نظم الشعر العربي أنه تقرر في كلية سينت استيفنس (بدلهي) مرةً أن يزورها الأمير حبيب الله خان، فوقع الاختيار على قصيدة من ديوان أبي العتاهية -الذي كان مقررًا آنذاك في الدراسة بمرحلة الكلية المتوسطة- لتنشد أمام الأمير، مطلعها (٢):
لَا يَذهبنَّ بك الأمَلْ ... حتى تقصَّر في الأجَلْ
فقال الطالب -الذي تقرر أنه سينشدها في الحفل- للشيخ نذير أحمد: "أنا أنتهي من إنشاد هذه الأبيات خلال ثلاث دقائق، زد عليها بعض الأبيات من عندك". فقال الشيخ في نفس البحر والقافية وأجاد:
اللهُ قدَّر في الأزَل ... أن لا نجاة بلا عملْ
النصح ليس بنافِعٍ ... والسيف قد سبق العذل
_________
(١) سقط الزند ٩٦ (ط، بيروت ١٩٦٣ م).
(٢) انظر ديوانه ٣١٤ (تحقيق شكري فيصل).
1 / 23
والمرء ليس بخالدٍ ... والعيش أمر محتمل
كن حيث شئتَ من السهو ... لِ وفي البروج وفي القلل
يُدركْكَ موت في الزما ... نِ ولا يزيد في الأجل
لذّات دُنيا كلها ... سَمٌ مَشوبٌ بالعسل
العمر فانٍ فالنجا ... والموت آتٍ فالعجل
حتَّامَ تقليد الهوى ... وإلامَ تجديد الحِيَل
المبتلى بعلائق الـ ... ـدنيا حمارٌ في الوَحل
وهناك نادرة أخرى يعرف بها مدى القوة الأدبية وسرعة البديهة التي كان يمتاز بها الشيخ: قابل مرةً الأمير حبيب الله خان، وبالصدفة كان ذلك يوم العيد، فانشد الشيخ شعر المتنبي المشهور الذي ذكر فيه وجه الحبيب والعيد. وقد أحدثت هذه المناسبة بين اسم الأمير حبيب الله وموافقة يوم العيد نوعًا من اللطف والجمال انبسط به الأمير.
والآن أذكر هنا رأي في بعض الكتب الأدبية المشهورة:
أرى أنه يجب على الأديب أن يحفظ من كتب اللغة: "الغريب المصنف" (١) لابن سلَّام، و"إصلاح المنطق". [لابن السكيت].
ليس بين أيدينا كتاب جامع عثر مؤلفه على المصادر القديمة النادرة، وجمع فيه كل المواد اللازمة التي تتعلق بالمسائل النحوية والشعر والشعراء ضمن شرح أبيات الشواهد بعد البحث الطويل عنها في المصادر القديمة- إلا كتاب "خزانة الأدب"، فإن مؤلفه واسع المعرفة بشعر المتقدمين وكلام اللغويين، وكانت عنده ذخيرة نادرة للكتب، لا نجد لها مثيلًا عند الآخرين (٢)، وكان الزمان قد تقدم به عدة قرون، وكان حقه أن يُخلق في القرن الحادي والعشرين الميلادي.
أحسن كتب الحماسة: حماسة أبي تمام، إلا أن حماسة البحتري تفوقها في الترتيب والتبويب وخلوّهـ[ـما] من الفحش. أما نوادر الأشعار فيمتاز بها كتاب
_________
(١) نشرة طه المختار العبيدي في جزءين بتونس سنة ١٩٩١.
(٢) صنع الميمني فهرسًا لمصادر خزانة الأدب بعنوان "اقليد الخزانة"، وهو مطبوع بلاهور ١٩٢٧ م.
وانظر في ص ٣٨ الفصل الذي تحدَّث فيه عن مصيبته في الإقليد (م. ي.).
1 / 24
"الوحشيات" (أو الحماسة الصغرى) لأبي تمام (١)، ولا يوجد هناك كتاب في نقد الشعر والشعراء أحسن من حماسة الخالدِّيين (٢)، أما "الحماسة المغربية" (٣) و"الحماسة البصرية" (٤) فكلتاهما تافهة قليلة الفوائد. الأولى توجد في مكتبة [الفاتح] باستانبول، والثانية في حيدرآباد، وعندي أيضًا نسختان منها.
أما نقد الشعر على طريقة الموازنة بين عدة أبيات في موضوع واحد فأحسن الكتب في هذا المجال: قراضة الذهب لابن رشيق (٤ م)، ورسالة الابتكار لابن شرف، وحماسة الخالديين، وشرح المختار من شعر بشار [لابن التجيبي] (٥) وكتاب ابن رشيق "العمدة" أحسن كتب النقد من بعض الوجوه، و"الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء" للمرزباني أيضًا كتاب جيد. وأحسن كتاب لفهم الشعر "اللآلئ [شرح أمالي القالي، للبكري] " (٦).
أما الكتب التي جعلها ابن خلدون أصول الأدب فأرى فيها ما يلي:
"الكامل" للمبرد يفيد المبتدئ أكثر. ولو درس أحد "أدب الكاتب" مع شرحه "الاقتضاب" يصير محققًا لغويًّا. وتوجد في "البيان والتبيين" نماذج من فصيح الشعر والنثر أكثر من الكتب الثلاثة الأخرى، أما نوادر اللغة والشعر فهي في "أمالي" القالي أكثر وأوفر.
_________
(١) حققه الميمني ومحمود محمد شاكر، ونشرته دار المعارف بالقاهرة ١٩٦٧ م.
(٢) حققه السيد محمد يوسف، ونشر بالقاهرة ١٩٥٨ م.
(٣) قام بتحقيق هذا الكتاب السيد إسماعيل لبائي المحاضر في قسم اللغة العربية بجامعة كالي كت (الهند) تحت إشراف مختار الدين أحمد ولم ينشر حتى الآن.
(٤) حققه مختار الدين أحمد. ونشر بحيدرآباد، ١٩٦٤ م، ثم بيروت أخيرًا.
(٤ م) نشرها الدكتور الشاذلي بويحيى بتونس سنة ١٩٧٢ في طبعة جيدة محققة (م. ي.).
(٥) اعتنى بتصحيحه السيد محمد بدر الدين العلوي وهو من مطبوعات لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة ١٩٣٤؟
(٦) حققه الميمني وسمى تعليقاته "سمط اللآلئ" نشر الكتاب في القاهرة ١٩٣٦ م، وعُرِف به الميمني في الأوساط العلمية.
1 / 25