99

Statements of Al-Tahawi in Interpretation: Al-Fatiha - Al-Tawbah

أقوال الطحاوي في التفسير: الفاتحة - التوبة

Nau'ikan

الدراسة بين الإمام الطحاوي أن المراد بالهداية في الآية: هدية الدلالة والإرشاد إلى الأمور المحمودة. وهذا القول هو قول أئمة أهل اللغة، كما هو قول جمهور المفسرين. وإليك أولًا: بيان معنى الهداية في اللغة: الهداية في اللغة تكون بمعنى: الدلالة والإرشاد. قال الفيروز آبادي: الهُدى بضم الهاء وفتح الدال: الرشاد والدلالة (^١). وقال ابن فارس: الهاء والدال والحرف المعتل: أصلان، أحدهما: التقدم للإرشاد، والآخر: بعثة لطف. فالأول كقولهم: (هديته الطريق هداية)، أي: تقدمته لأرشده. وكل متقدم لذلك هاد. (والهادية): العصا، لأنها تتقدم ممسكها كأنها ترشده (^٢). وقال الأصمعي: هداه يهديه في الدين هُدى، وهداه يهديه هداية: إذا دله على الطريق (^٣). وقال أبو جعفر النحاس: وأصل هَدَى: أرشد، والمعنى: أرشدنا إلى الصراط المستقيم (^٤). ثانيًا: بيان أقوال المفسرين في المراد (بالهداية) في قوله جل وعلا: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الفاتحة:٦]. القول الأول: أن المراد بـ (اهدنا) أي: دلنا وأرشدنا ووفقنا إلى الصراط المستقيم. قال ابن كثير: (والهداية ههنا: الإرشاد والتوفيق) (^٥). وقال القرطبي: (المعنى: دلنا على الصراط المستقيم وأرشدنا إليه) (^٦). القول الثاني: أن المراد: بـ (اهدنا): الثبات والزيادة. قال أبو المظفر السمعاني: (ذلك بمعنى طلب مزيد الهداية. ويكون بمعنى سؤال للتثبيت، (اهدنا) بمعنى: ثبتنا، كما يقال للقائم: (قم حتى أعود إليك)، أي: اثبت قائمًا) (^٧).

(^١) القاموس المحيط (مادة: هدى- ١٧٣٣). (^٢) معجم مقاييس اللغة (مادة: هدى - ٦/ ٤٢). (^٣) تهذيب اللغة للأزهري (مادة: هدى - ٦/ ٣٧٨). (^٤) معاني القرآن للنحاس (١/ ٦٦). (^٥) تفسير ابن كثير (١/ ٢٩). (^٦) تفسير القرطبي (١/ ١٦٤). (^٧) تفسير السمعاني (١/ ٣٨).

1 / 99